"أمنية طفل فلسطيني"

سامي
حجم الخط

مع اقتراب نهاية العام تنشط وسائل الاعلام في شتى صقاع الارض بعمل لقاءات مع الناس في كل مكان ومن ضمن هؤلاء اطفال غزة , هؤلاء الاطفال اللذين لا يعرفون ما يخبئ لهم المستقبل في ظل الضبابية في المواقف الفلسطينية والعربية والدولية , وفي ظل الخراب الاجتماعي الذي يمر به الشعب الفلسطيني وكذلك بوجود الكم الهائل من الخريجين العاطلين عن العمل وفي ظل وضع اقتصادي اسوأ من السيئ , وكذلك تهديد بعض الدول المانحة بقطع ارزاق الموظفين , وكذلك عدم اعطاء موظفي غزة راتب كامل , وفي ظل غلاء فاحش قد يكون اغلى من اسواق امريكا , كل ذلك جعل طفل فلسطين لا يتعدى العاشرة من عمره يتحدث امام الكاميرا التلفزيونية عندما سألته المذيعة ما هي امنيتك في العام الجديد فرد عليها بجواب لم تكن تتوقعه هذه الصحفية , حيث قال لها اتمنى الموت , لماذا فكان رده لضغط الحياة وامور المعيشة اصبحت اكره الدنيا ..!!

رسالة بليغة وجهها هذا الطفل الفلسطيني الى قيادته اولاً والى كل العالم ثانياً , لماذا يكره هذا الطفل الفلسطيني الدنيا ؟؟ سؤال آمل ان يجيب عليه كل مثقف فلسطيني وكل فصيل فلسطيني وكل قائد في مكان عمله ..!!

قبل سنين عندما كان يُسأل الطفل الفلسطيني عن امانيه كان الجواب الحاضر دائماً ان يرى القدس محررة من الاحتلال الصهيوني , ولكن يبدو في هذه الايام ان هذه الامنية اصبحت لا تجول في خاطر اطفال فلسطين وذلك نتيجة ما يروه من تراشقات اعلامية بين هذا الفصيل وذلك وبين الفصيل ونفسه , لقد دمر الانقسام الفلسطيني والغباء السياسي الفلسطيني والردح الفلسطيني احلام أطفالنا .. فكيف يكبارنا ..!!