مصر تتراجع عن مشروعها لإدانة الاستيطان ودول أخرى تدعو للتصويت الليلة

مصر تتراجع عن مشروعها لإدانة الاستيطان ودول أخرى تدعو للتصويت الليلة
حجم الخط

سحبت جمهورية مصر العربية "الشقيقة" اليوم الجمعة، مشروع قرار قدمته إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما تبنت دول "السنغال وفنزويلا وماليزيا ونيوزيلندا" المشروع وطلبت التصويت عليه اليوم.  

ورحجت مصادر إعلامية عربية في نيويورك أن قرار مصر سحب المشروع من التداول نهائيًا "جاءت لعرقلة طرحه من قبل دول أخرى".

وفي ذات السياق، أكد المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة أن التصويت سيعاد طرحه اليوم، فيما قال دبلوماسيون إن مندوبي السنغال ونيوزيلندا وفنزويلا وماليزيا قرروا دعوة مجلس الأمن للتصويت الليلة.

وفي وقت سابق، قال مصدر بمجلس الأمن إن مندوبي الدول الأربع أمهلوا القاهرة حتى منتصف الليلة الماضية لتتخذ قرارها بشأن إعادة طرح مشروع القرار، حيث انتهت المهلة دون أن تتجاوب مصر، ما دفع مندوبي تلك الدول للاجتماع بنظيرهم الفلسطيني مساء اليوم لتقييم الموقف.

وقال دبلوماسيون إن مصر العضو بمجلس الأمن سحبت المسودة - التي عملت على إعدادها مع الفلسطينيين- رسميًا، وهو ما يسمح للبلدان الأربعة الأخرى بالدعوة إلى إجراء تصويت.

وقال دبلوماسيون إن كلا من أنغولا وأورغواي تبحثان احتمال انضمامهما للدول الأربع.

ومع طلب مصر سحب المشروع من التداول نهائيا، يتوجب على الدول الراغبة بطرح المشروع أن تعيد العمل بكل الإجراءات التقنية المعتادة لصياغته وطرحه للمناقشة والتصويت.

وطلبت مصر تأجيل جلسة التصويت التي كانت مقررة أمس الخميس إلى إشعار آخر، وعللت طلبها بالحاجة لإجراء مزيد من المشاورات مع الشركاء والأطراف، وذلك بعد تلقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأكد مصدر غربي رفيع في واشنطن أن القاهرة أجلت التصويت على مشروع القرار المتعلق بالاستيطان تحت ضغط إسرائيلي لإفشاله، واصفًا الموقف المصري بـ"قمة النفاق"، بينما أعرب رئيس مجلس الأمن عن أسفه لتأجيل جلسة التصويت بناء على طلب مصر.

وكان ترمب تلقى أيضا اتصالا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودعا الأخيرُ الرئيسَ الأميركي المنتخب إلى التدخل لمنع تمرير مشروع القرار المصري، كما أن ترمب حث إدارة الرئيس باراك أوباما على استخدام حق النقض (الفيتو) لإحباط مشروع القرار.

وقال مسؤولان غربيان أمس إن الولايات المتحدة كانت تنوي الامتناع عن التصويت، وهي خطوة نادرة كان يمكن أن تؤدي لإصدار القرار الذي يطالب بإيقاف الاستيطان، لكن تراجع القاهرة أدى إلى عرقلته.

بدوره، قال مسؤول إسرائيلي بارز لوكالة رويترز إن أوباما ووزير خارجيته جون كيري كانا وراء "تحرك مخز" للتصويت على القرار.

وعقدت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالشأن الفلسطيني مساء أمس اجتماعا طارئا بالقاهرة، وأوضح مصدر دبلوماسي أن الاجتماع تابع تطورات الطلب المصري لتأجيل جلسة التصويت.