أرسل أبوالعلا عبدربه، قاتل فرج فودة، تحياته إلينا عبر «فيس بوك» متوعداً كل من سيسير على نهج «فودة» من إسلام بحيرى إلى الشيخ عبدالله نصر بالويل والثبور وعظائم الأمور، أرسلها من «حلب» حيث التحق بـ«داعش» مواصلاً مهمته المقدسة فى القتل والذبح، هل ندم «أبوالعلا» بعد السجن؟!،
هل ندم بعد إفراج عصابة الإرهاب الخونة الإخوان عنه بعفو رئاسى بواسطة ممثلهم فى الاتحادية فى 2012 ضمن زمرة من الإرهابيين القتلة الذين أصبحوا جنود الجحيم ممن تفرقوا فى أنحاء مصر والعالم ليشعلوا نيران الحقد والدمار فى العالم؟!، هل ندم بعد أن صار نجماً فى الاستوديوهات وأمام الكاميرات يستضيفه الإعلاميون من فارغى العقل ومزيفى الوعى والباحثين عن أى إثارة على جثة الوطن؟!، الإجابة طبعاً لا، وصورته فى «حلب» بملابس الحرب وتحت راية «داعش» هى خير إجابة على أن الحمقى لا يعرفون فضيلة الندم، وأن الغباء عدو الإحساس بالذنب!، هل بعد خروج الإخوان من السجن سيحسون بالندم والذنب على ما اقترفوه فى حق هذا الوطن؟، إذا كانوا يعتبرونه وطنهم ويعترفون بالوطن أساساً سيندمون، لكن الوطن عندهم مجرد سكن والوطنية خرافة والخلافة غاية والإخوانى الحمساوى والتركى والقطرى والماليزى أفضل ألف مرة من المسلم المصرى،
أما المسيحى المصرى فحدث ولا حرج!، خرجوا من سجون «عبدالناصر» وتخيل وتوهم «السادات» أنه من الممكن دمجهم فى الحياة السياسية، واستخدمهم فى معركته ضد اليسار والناصريين، تواطأ الكارهون والمتدروشون معه، لكنهم فى النهاية التهموه فى يوم عرسه واغتالوه على المنصة، بعد اغتيال «الخازندار والنقراشى»، ووثيقة الندم التى كتبها مرشد الإخوان قائلاً بأن القتلة ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين، اكتشفنا أنها مجرد شقشقات سجع وبلاغة جناس ولعب باللغة والبديع،
عاد التنظيم السرى واكتشفنا أن «السندى» صار محمد كمال، وأن القسم على المصحف والمسدس ما زال سارياً، خرج الجهاديون والتكفيريون بعد أن تخدرت الدولة بكلوروفورم المراجعات التى هى فى الحقيقة تراجعات، وصار بعضهم يكتب فى الصحف كتائب عن الذنب ونادم على الفعل، تسللوا إلى أدمغتنا من مسام الطيبة المصرية والسذاجة المتأصلة، فصدقناهم وغنينا الصلح خير، وقلنا نطوى الماضى ونشتغل على ميّه بيضا، ليخرج علينا عاصم عبدالماجد، الذى أسس حزباً وأوهمنا بأنه يؤمن بديمقراطية تشرشل، ليقول فى ندوة وفى برامج رداً على سؤال هل أنت نادم على قتل وذبح الثمانين ضابطاً وجندياً ومدنياً فى مجزرة أسيوط؟ رد متفاخراً: لست بنادم ولو عاد بى الزمن سأكرر فعلتى، تحسس الرصاصة المستقرة فى ساقه ولم يتحسس دماغه التى يتصور أنها مخزن الحق!!،
هل تتصورون أن «مرسى» سيندم؟ أو «البلتاجى» أو «بديع» أو «الشاطر».. إلى آخر قائمة الفاشية الدينية؟!، هل تتخيلون أنكم ستستيقظون يوماً ما على بيان من أيمن الظواهرى أو أبى بكر البغدادى أو قادة ميليشيات الدم فى سوريا من اللاعبين بالجماجم.. إلخ، يعلنون فيه توبتهم وندمهم على ما فعلوا؟ ندمهم على الدم النازف والأشلاء المبتورة والجلود المحروقة، إذا كان سيد قطب لم يفعلها أمام المشنقة، وكذلك عادل حبارة، ومهندس الدم الذى ألقى بالأطفال من فوق أسطح عمارة الإسكندرية!! فهل سيفعلها هؤلاء؟ الندم سلوك إنسانى، وهؤلاء لا يعرفون الإنسانية، الندم إجراء وجدانى وعقلانى وهؤلاء استأصلوا الوجدان وختنوا العقل منذ زمن بعيد.
عن الوطن المصرية