أوباما يدشّن حل "الدولة الواحدة"

20162612081013
حجم الخط

في ساحة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والمتحدثون من اليمين الاسرائيلي شجبوا كثيرا الرئيس التارك باراك اوباما الذي سمح بتمرير قرار مجلس الامن 2334 ضد المستوطنات الاسرائيلية في "المناطق". الشعور بالاهانة والغضب ليسا في مكانهما: مع انتهاء ولايته يستحق اوباما عضوية شرف في مجلس "يشع" ومركز "الليكود". إن تأييده المتأخر لقرار مجلس الامن، قبل أن يقوم بحزم اغراضه بلحظة وتسليم البيت الابيض لترامب، يميز سنواته الثماني كرئيس، التي تميزت بالقضاء على الجهود الأميركية لانهاء الصراع الاسرائيلي العربي وصنع السلام.
لقد دخل اوباما منصبه بتصريحات عالية ضد المستوطنات، واعتبر في حينه أن السلام بين اسرائيل والفلسطينيين هو "مصلحة أميركية". ولكن باستثناء الاجراءات الجزئية التي لم تحقق أي شيء، والخطابات التي لا فائدة منها، هو لم يضع في أي مرة ثقله الرئاسي من اجل تحقيق "حل الدولتين".
في ولايته الاولى عين اوباما جورج ميتشل مبعوثا خاصا به للشرق الاوسط، وفرض على نتنياهو تجميدا مؤقتا للبناء في المستوطنات. وفي ولايته الثانية أرسل جون كيري للمحادثات الفارغة مع نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. ولأن هذه الجهود فشلت ايضا، فقد قام بطي العلم واكتفى بأن تقوم وزارة الخارجية بالتوبيخ في اعقاب التقارير حول توسيع البناء في المستوطنات.
إن انهاء الاحتلال والصراع هما قبل كل شيء مصلحة اسرائيلية وفلسطينية وليست أميركية، لكن الولايات المتحدة تقع عليها مسؤولية بصفتها قوة عظمى ملزمة بالحديث والفعل وتقديم الميزانيات لأمن اسرائيل ووضع أسس استقلال فلسطين. كان الأمل والتوقعات من اوباما كبيرا جدا لأنه يمثل حقوق الانسان والاهتمام بالضعفاء. ولكن بدل أن يبرر حصوله على جائزة نوبل للسلام في بداية ولايته، تنازل اوباما عن الجهود التي بذلها أسلافه منذ العام 1967 للمساعدة في حل الصراع، وامتنع عن المخاطرات السياسية.
إن بادرة حسن النية لمجلس الامن لا تختلف عن النمط الذي ميز سياسته حتى الآن. لقد تجرأ اوباما على التصادم مع نتنياهو فقط من وراء السور الواقي لفترة الانتقال الرئاسية، حيث أن افعاله متحررة من أي اعتبار سياسي. وحزبه خسر أصلا في الانتخابات ولن يُطلب منه تطبيق القرار.
ادارة ترامب متحررة من أي التزام علني بحل الدولتين أو كبح الاستيطان. والمقربون من الرئيس الجديد، وعلى رأسهم سفيره الجديد في اسرائيل، يؤيدون سياسة الضم التي تنتهجها حكومة بينيت – نتنياهو. لقد أعلن زعيم "البيت اليهودي" أنه حان الوقت لضم مناطق "ج". وقرار مجلس الامن سيشجع اليمين في اسرائيل "كي نُري الامم المتحدة" واضافة المزيد من الحقائق المدمرة على الارض.
لا يجب علينا التأثر بالجرأة السياسية التي اظهرها اوباما في نهاية ولايته الرئاسية. فقد تم اهدار ثماني سنوات على اقوال فارغة، في الوقت الذي استمرت فيه حكومة اليمين في الاستيطان وفي تشويش الخط الاخضر. لقد وعد اوباما بانهاء الاحتلال، لكن خوفه عن المخاطرة والخطوات التي فشلت وضعت حجر الزاوية للدولة الواحدة.