بوتين يتهم عملاء أمريكيين بمساعدة الشيشان

حجم الخط

اتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عملاء أمريكيين بتقديم مساعدة مباشرة للمتمردين الشيشان، في حربهم الثانية.

وظهرت تصريحات بوتين في شريط بثه التلفزيون الحكومي في الذكرى 15 لوصوله إلى السلطة.

وتناول الشريط في جزء كبير منه النزاع شمالي القوقاز، الذي تحول من معركة من أجل الاستقلال إلى تمرد إسلامي.

ويتهم بوتين الغرب بمحاولة تمزيق روسيا بدعم "الإرهابيين".

وقال بوتين في الشريط التلفزيوني: "سجلت أجهزتنا الأمنية اتصالات بين المقاتلين شمالي القوقاز وممثلين عن المخابرات الأمريكية في أذربيجان".

وأضاف أن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، وعد، فور إعلامه، "بمد يد العون".

ولكنه يقول إن المخابرات الأمريكية كتبت إلى نظيرتها الروسية، تخطرها بحقها في دعم "جميع قوى المعارضة" في البلاد.

وانتهت الحرب الأولى مع الانفصاليين الشيشان بانسحاب القوات الروسية عام 1996.

وبعد ثلاثة أعوام شن بوتين حملة عسكرية رفع فيها شعار "القضاء على الإرهابيين".

وتخللت الحرب هجمات نفذها الشيشان في روسيا، بينها حصار مدرسة بيسلان عام 2004، والتي خلفت أكثر من 300 قتيل.

وتتفق تصريحات تمام مع الطرح الذي دأب بوتين على ترديده بأن روسيا سعت دائما إلى إقامة علاقات ندية مع الغرب، ولكن الغرب خيب ظنها دائما.

ويقول: "كنت أعتقد أن زوال الحاجز الايديولوجي الذي كان يمثله حكم الحزب الواحد الشيوعي، سيغير الأمور جذريا، ولكن اتضح أن هناك مصالح استراتيجية لا علاقة لها بأي أيديولوجيا مطلقا".

رجل الشعب

وتناول الشريط جهود بوتين لإعادة بناء الجيش الروسي تزامنا مع إصلاح الاقتصاد المترنح.

واستجوب الشريط عددا من الشخصيات، بينها رؤساء حكومات سابقون، وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، فضلا عن مقابلة مع الرئيس بوتين نفسه.

ورسم صورة لقائد لا ينام إلا نادرا، ويتميز بالتركيز والحزم، ولكنه أيضا رجل من الشعب، وخصم عنيد للغرب المعادي.

ولكن الشريط أغفل قضايا شائكة منها الرقابة على الإعلام، وإدارة حصار مدرسة بيسلان، ودور الجهاز القضائي في سجن رجل الأعمال الثري ميخائيل خودوركوفسكي.

ويعد هذا ثاني شريط يبث عن روسيا في عهد بوتين خلال شهر، بعد الشريط عن ضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.

وعلى الرغم من العقوبات الاقتصادية التي تسبب فيها ضم شبه جزيرة القرم، فإن بوتين يقول إنه "غير نادم" على ذلك.

وبالنسبة للأمر الذي يعتز به أكثر خلال 15 عاما من الحكم، يعود بوتين إلى قضية الشيشان ويقول إنه "الحفاظ على وحدة روسيا".