رسالة الزهار للإسد

thumbgen (7)
حجم الخط
 

أثيرت في الإسبوع الأخير من العام الماضي ضجة حول تصريحات للدكتور محمود الزهار بشأن الصراع الدائر بين تيارات وأقطاب حركة حماس. ونفى لاحقا عضو المكتب السياسي للحركة أن يكون قد صرح شيئا لوسائل الإعلام. وما ذكره ابو خالد صحيح، نعم هو لم يصرح لوسائل الإعلام حول الموضوع. لكن الإلتباس الحاصل في مصدر الخبر ومكان التصريح، لا يسقط ولا يلغي حقيقة ما رشح من معلومات عن الصراع الدائر بين التيارات والقيادات الحمساوية.

الحقيقة ان الدكتور الزهار أرسل رسالة للرئيس بشار الأسد في 24 ديسمبر/ كانون اول 2016، سجل فيها اولا إعتذاره وإعتذار أقرانه في التيار، الذي يمثل عن وقوف قيادة حماس وخاصة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة ومن معه ضد سوريا؛ ثانيا وأكد إعتذاره لخروج قيادة حماس من سوريا. واشار في رسالته، انه ومن معه لم يكونوا مع مغادرة سوريا. ولكن خالد مشعل إتخذ القرار دون الإصغاء للقيادات الأخرى؛ ثالثا هنأ الرئيس بشار بالإنتصار في حلب، وابدى الإستعداد لدعم خيار النظام السوري؛ رابعا أعلن في رسالته بشكل قاطع، انه ضد التيار القطري التركي في قيادة حماس. وهاجم بشدة مواقف القيادتين القطرية والتركية، التي حرصت على رهن مواقف الحركة لخياراتها السياسية، التي لا تنسجم مع مواقف الإتجاه الآخر؛ خامسا أكد الزهار حرصه على التحالف مع سوريا وإيران وحزب الله، معتبرا هذا التيار، بأنه تيار المقاومة، وهو وفريقه ينسجموا معه؛ سادسا كما اكد انه سيعمل في الفترة القريبة القادمة لإنتزاع مركز القرار من التيار القطري التركي. هذا بالإضافة لمديح الظل العالي لسوريا ودورها الريادي والقومي في دعم المقاومة.

من خلال الإطلاع على مضمون الرسالة يمكن للمراقب إستنتاج الآتي: إحتدام التناقضات داخل الأقطاب والتيارات المتنافرة والمتناقضة في حركة حماس؛ ثانيا رغم الإصرار على عدم السماح لمشعل بالترشح مجددا، يعلن ابو خالد أنه لن يسمح لإي شخص من فريق ابو الوليد بتسلم موقع رئاسة الموقع الأول في الحركة؛ ثالثا المضي قدما في الترشح لقيادة الحركة، وبالتالي قطع الطريق على كل من موسى ابو مرزوق وإسماعيل هنية، اللذين يعتبرا من أنصار التيار القطري التركي،ولإنه يعتبر نفسه شخصيا الأحق بتولي قيادة الحركة، وهذا الأمر أعلنه سابقا بطرق مختلفة؛ رابعا في حال نجح الزهار ومن معه في السيطرة على الموقع الأول اي رئاسة المكتب السياسي في حماس، فإن خارطة التحالفات العربية والإقليمية ستتغير باتجاه تحالف المقاومة (إيران، سوريا وحزب الله) بإلإضافة إلى ان الإتجاه الجديد سيعيد النظر في العلاقة مع مصر، بما يخدم تطوير العلاقة معها وعلى حساب مكتب الإرشاد والتنظيم الدولي.

ما تقدم ليس سوى المخاض التمهيدي لما ستتجه نحوه حركة حماس. بتعبير أدق هناك تقديرات من داخل الحركة وخارجها، تشير إلى ان حركة المقاومة حماس مقبلة على إنشقاق بين الجناحين الأبرزين فيها: جناح الزهار وما يمثل وجناح مشعل ابو مرزوق وهنية وما يمثلون. وقد يكون للحؤول دون عودة هنية للقطاع في الآونة الأخيرة علاقة بالتطورات الجارية في جسم الحركة. حيث تفيد بعض المعطيات، ان هناك عمليات إستقطاب لقيادات وكوادر كتائب عز الدين القسام من قبل تيار الزهار، وخاصة اولئك المترددين، الذين لم يحسموا موقفهم بعد.

لكن من السابق لإوانه الجزم بما تحمله الأيام والشهور القادمة. غير ان المؤكد ان مرجل التناقضات بات يغلي أكثر من اي مرحلة سابقة بين التيارات والأقطاب المختلفة. وعلى المراقبين إنتظار التطورات.