نتنياهو، ريغف، وبينيت يوظفون لعبة "ابننا أزاريا" لكسب النقاط

20170601084413
حجم الخط

بقلم: ناحوم برنياع قائمة أعداء العريف اليئور أزاريا طويلة، وهو لا يفهم هذا بعد، ولكنه لا بد سيفهمه. تبدأ القائمة، حسب الترتيب، بوزراء الحكومة، بميري ريغف، نفتالي بينيت، وبنيامين نتنياهو، وتنزل الى شارون غال، النائب السابق، وإلى النواب من نوع أورن حزان، ومن هناك تنتقل إلى الشارع، إلى عصبة الكهانيين، نشطاء «لاهفا» ومنظمة لافاميليا، ممن يسعون ليفعلوا لأزاريا ما فعلوه لبيتار يروشلايم، وترتفع من هناك إلى إيلان كاتس وإيال بسارغليك، المحاميين المحترمين اللذين يقفان على رأس طاقم الدفاع، ويورام شيفتل، اللاعب الجديد الذي انضم إلى الطاقم، أول من أمس. إذا كان ما يريده أزاريا، وما يريده أبواه، وما تريده صديقته، هو فتح صفحة جديدة في حياته، في البيت، كجندي مسرح، فإن هؤلاء هم أعداؤه. القاعة «أ» في المحكمة العسكرية في الكريا تنقسم في أثناء تلاوة قرار المحكمة إلى قسمين: على اليسار جلس أبناء العائلة ومقربوها، وعلى اليمين جلس الصحافيون. في القاعة لا توجد مكبرات صوت ولا نوافذ، رئيسة الهيئة العقيد، مايا هيلر، تلت النص على مدى ساعتين ونصف الساعة، بصوت هادئ. كان السماع صعبا، كان التنفس صعبا، وبين الحين والآخر تسللت إلى القاعة أصوات التظاهرة من الخارج، صافرات السيارات التي علقت في مفترق السلام، صفير سيارات الشرطة. ونقر الصحافيون على هواتفهم النقالة أسطراً من النص، كل صحافي وقناته أو موقعه، وجلس أبناء العائلة في صمت متوتر، منتظرين كالرفاص متحفزين للسطر الأخير.  وعندما جاء هذا السطر – الإدانة بالقتل غير العمد زائد السلوك غير المناسب – نهضت إحدى شابات العائلة من مكانها، وفي طريقها إلى الباب همست «يساريون مقرفون». وتصرف القضاة وكأنهم لم يسمعوا، وربما لم يسمعوا حقا. انتظر الأبوان بصبر حتى خروج القضاة، «محاكمة مبيعة»، هتفت الأم، وقد هتفت وبكت – وخيل للحظة أنها تكاد تفقد الوعي. الرجل الأكثر هدوءا في يسار القاعة كان اليئور أزاريا. صديقته التي جلست إلى يمينه، همست في أذنه بين الحين والآخر. وكان ينصت إليها باهتمام، لم يبتسم أحد في القاعة – لا القضاة، لا لابسو البزات، لا أبناء العائلة، لا الصحافيون. أزاريا هو الوحيد الذي ابتسم. يقع قرار الحكم في 124 صفحة وفي 288 بندا. الحدث الذي يصفه بسيط للغاية، وجاء التفصيل ليس بسبب طبيعة الحدث بل بسبب حجم الضجيج حوله.  فقد قام القضاة بمهمة جذرية وشاملة، واحتمال أن تدحض أقوالهم في الاستئناف يقترب من الصفر. ما كان ينبغي أن يحصل، أول من أمس، في ختام التلاوة، هو عملية سريعة. في غضون أسبوع كانت المحكمة ستنعقد للبحث في مرافعات العقاب.  بعد أسبوع من ذلك كان سيصدر النطق بالحكم، وفوره كان أزاريا سيرفع طلبا لقائد المنطقة الوسطى، روني نوما، لتخفيف العقاب. فلقائد المنطقة الصلاحيات لعمل ذلك، لا تنقص المبررات – بدءا بالوضع الصحي للأبوين، مرورا بأزمته النفسية ولماضيه كجندي ممتاز وانتهاء بالإحساس في الجيش الإسرائيلي بأن الرسالة وصلت وفهمت، وحان الوقت لطي الصفحة. ولما كان أزاريا يمكث قرابة سنة في اعتقال مفتوح، يمكنه، نظريا، أن يكون في البيت في غضون شهر. ولكن هذا لم يحصل. أول من قفز كان السياسيون. ريغف وبينيت طلبوا من رئيس الدولة العفو عن أزاريا فورا. وما كان يمكن لنتنياهو أن يبقي بينيت وحده، وقبيل أخبار المساء أعلن أنه هو ايضا يؤيد العفو الرئاسي. للرئيس صلاحيات معينة في العفو عن الجنود، وهو يكثر من التوقيع، في أعقاب توصية النيابة العامة العسكرية، على شطب السجل الجنائي للجنود. ولكن العملية الطبيعية، الصحيحة، في حالة أزاريا تسير في مسار آخر: بعد إصدار النطق بالحكم يتم التوجه إلى قائد المنطقة وطلب تخفيف الحكم. لست أدري ما سيفعله قائد المنطقة ورئيس الأركان حين يتلقيان طلبا كهذا. افترض أنهما سيتعاطيان معه بجدية. والآن، إذ قال القضاة قولتهم، بالقطع وبالإجماع، السؤال كم سيمكث ازاريا في السجن فقد أهميته.  فهما لا بد يفضلان إنهاء هذه القصة في الجيش الاسرائيلي وعدم تركها للسياسيين. رئيس الأركان ثابت جدا في هذه المسألة. أغلب الظن هذا ما يريده ليبرمان في هذه اللحظة: مسار تخفيف للحكم داخل الجيش الاسرائيلي. في هذا المسار فقط يحصل على الحظوة. غضبه على نتنياهو، على ريغف، وعلى بينيت حقيقي. فقد بدأ قضية أزاريا بزيارته الفضائحية الى المحكمة. أما الان فهو يبدي مسؤولية. ولكن الاشخاص في أعلى القائمة لا يهمهم ان يروا أزاريا في البيت. نتنياهو، ريغف، وبينيت يكسبون النقاط حين يلعبون لعبة ابننا جميعنا أو لعبة المقاتل الذي علق في أزمة في وسط المعركة. لم يكن ولد في هذه القضية ولم تكن معركة ايضا، ولكن أين أهمية التفاصيل هنا؟ أعضاء العصابات، الذين شاغبوا، أول من أمس، يكرهون الدولة ويسعون إلى هدمها. في رأسهم دولة أخرى. والمحامون غير قادرين على الاعتراف بهزيمتهم. والقضاة وبخوا، أول من أمس، بشدة خط الدفاع لديهم وكفاءاتهم. وبقدر ما يتعلق الأمر بهم، فان المحاكمة ستتجه الآن إلى الاستئناف، وفي هذه الأثناء سيواصل أزاريا البقاء في المعتقل. من ناحيتهم لا داعي لهذا أن ينتهي أبدا. عن «يديعوت