تتعدد طرق إعدام المجرمين من الرمي بالرصاص إلى الشنق إلى قطع الرأس ومنها أيضًا الإعدام بالإبرة السامة. ولعل أحد أهم خطوات الإعدام بهذه الطريقة هو تعقيم إبرة الإعدام السامة قبل حقن المُجرم بالسم.
ولعل السؤال المحيِّر الذي يدور في رأس الجميع الآن هو: لم يتم ععقيم إبرة السم طالما أن الهدف منها قتل المُجرم؟ فهو على أية حال ميت ولن يُفيده حقنه بإبرة ملوثة أو معقمة!
لهذه الأسباب يتم تعقيم إبرة الإعدام السامة قبل تنفيذ الحكم..
يُعتبر هذا الإجراء من أهم الإجراءات للإعدام بهذه الطريقة. ويتم اتباعه استنادًا إلى مفهوم قانوني يُسمى “وقف التنفيذ”. حيث تُشير هذه العبارة إلى أمر من المحكمة لوقف تنفيذ الحكم مؤقتًا لسبب قضائي ما.
ويُمكن أن يتم اتخاذ مثل هذا الإجراء القضائي من المحكمة في اللحظات الأخيرة قبل تنفيذ الحكم بدقائق أو حتى ثواني، أو رُبما في اللحظة التي اخترقت بها الإبرة وريد المحكوم عليه على الرغم من أنه أمرٌ نادر! في الواقع، حدث هذا الأمر مُسبقًا وتم إيقاف التنفيذ في اللحظة التي اخترق رأس الإبرة يد المريض!
فقد حصل هذا الأمر مع المحكوم عليه بالإعدام السجين “جيمس أوتري” الذي أُدين بتهمة قتل الموظف في متجر “شيرلي درو” والعميل “جو بروسارد” وإصابة آخر كان في المتجر لحظة وقوع الجريمة. ولم يسرق من صندوق الكاشير أي من النقود لكنه أخذ زجاجة “بيرة” فقط!
بعد حوالي ثلاث سنوات من وقوع الجريمة، في 4 أكتوبر 1983، وجد أوتري نفسه مربوطًا بسرير مع إبرة في ذراعه، وعلى وشك أن يتم حقنه بمواد كيميائية سامة من شأنها أن تُنهي حياته. لكن وفي ذلك الوقت، اتخذت المحكمة الدستورية في تكساس قرارًا بوقف التنفيذ وتم سحب الإبرة من ذراعه والتي عُقِّمت مسبقًا والنظر مرةً أخرى في القضية.
بطبيعة الحال، تم إعدامه بعد خمسة أشهر بعد ثبوت الجريمة والتحقق من الأدلة مرةً أخرى. وتُثبت هذه القصة أنه من الممكن أن يقف تنفيذ الحكم في اللحظات الأخيرة على الرغم من أنه أمرٌ نادر.
من هنا، كان لابد أن تكون الإبرة معقمة لتجنب نقل أي عدوى أو سم للمحكوم عليه خشية توقيف التنفيذة فجأة. ويُعتبر هذا السبب الأهم وهناك أسباب أخرى.
من هذه الأسباب:
يبقى المحكوم عليه نفسًا بشرية ويجب الحفاظ على إنسانيته حتى في آخر لحظات حياته. لذلك، يجب أن تكون الإبرة معقمة ونظيفة تمامًا شأنه شأن أي إنسان آخر حتى في وضعٍ مثل وضعه.
كما أن الكثير من الأبحاث الطبية يتم إجراؤها على جثث المُجرمين بعد إعدامهم بهذه الطريقة. لذلك يُفضَّل أن يكون الجسد سليم من أي تلوث أو عدوى عدا السم الذي يُمكن تتبعه بسهولة في الجسم عند تشريحه.
وبطبيعة الحال، فإنه من النادر أن تجد إبرة لم تُستعمل بعد وغير معقمة، فجميع الإبر الطبية يتم تعقيمها مُسبقًا قبل الاستعمال وفي خطوات التصنيع، لكن يتم تعقيم إبرة الإعدام مرةً أخرى للأسباب الآنف ذكرها.