قصفت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية مدرجا في مطار صنعاء لمنع طائرة إيرانية من الهبوط في العاصمة اليمنية.
وقال اللواء أحمد العسيري المتحدث باسم التحالف لوكالة رويترز للأنباء إن الطائرة الإيرانية لم تنسق مع السلطات، كما أن قائد الطائرة أهمل التحذيرات التي طالبته بالعودة من حيث أتى.
وأضاف أن قصف المدرج جعله غير صالح للاستعمال بالنسبة لطائرات المساعدة المقرر استقبالها.
وأوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن الطائرات السعودية أرغمت طائرة مساعدات على العودة من حيث أتت، بعدما دخلت الأجواء اليمنية، ولكن قائد الطائرة أهمل "التحذيرات غير القانونية".
وأضافت الوكالة أن الطائرات الحربية قصفت المطار عندما همت الطائرة بالهبوط، وهو ما جعلها تعود من حيث أتت، موضحة أن الطائرة تابعة للهلال الأحمر، وأنها كانت تحمل أغذية ومساعدات طبية إلى صنعاء.
وقالت الوكالة إن الطائرة أخذت الإذن من عمان التي عبرت أجواءها، ومن الحوثيين الذين يسيطرون على مطار صنعاء.
وتستهدف الغارات الجوية التي تقودها السعودية منذ شهر مواقع المسلحين الحوثيين، الذين يسيطرون على أغلب المناطق الغربية من اليمن وعلى العاصمة صنعاء.
ويتهم مسؤولون سعوديون إيران بدعم الحوثيين الشيعة، وهو الاتهام الذي دأبت طهران على نفيه.
وتقول المنظمات الإنسانية إن الغارات الجوية والمعارك البرية بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة الموجودة في المنفى، فاقمت الوضع الإنساني في اليمن.
وقال العسيري إن التحالف سيساعد في إصلاح المدرج إذا رفع الحوثيون حصارهم للمطار.
وفي نفس السياق
قتل 12 حوثيا بينهم القيادي الميداني أبو الحسين الخولاني في مواجهات بمنطقة الممدارة بمدينة عدن جنوبي اليمن بعد ساعات من استعادة المقاومة الشعبية مناطق في المدينة، كما قُتل تسعة مسلحين من جماعة الحوثي في كمين نصبته المقاومة في الضالع، وذلك مع تجدد استهداف طائرات التحالف قاعدة الديلمي ومواقع أخرى في العاصمةصنعاء.
وقصف مسلحي الحوثي حي المنصورة في المدينة بقذائف الهاون بشكل عشوائي، مما ألحق أضرارا بالمنازل.
في المقابل استهدفت المقاومة الشعبية بقصف مركّز مواقع للحوثيين في خور مكسر والمعلا في مدينة عدن.
وتمكنت لجان المقاومة الشعبية من وقف تقدم الحوثيين وقوات موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح واستعادت بعض المناطق من الحوثيين في عدن .
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية من جهتها إن المعارك العنيفة في شوارع عدن أسفرت عن مقتل تسعة من الحوثيين، بينما أفاد مسؤول طبي في المدينة للوكالة بأن 11 مدنيا ومقاتلا من الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي قتلوا في هذه المعارك.
وفي تعز تصدى رجال المقاومة للحوثيين الذين قصفوا بشكل عشوائي عددا من الأحياء السكنية، مما ألحق بها أضرارا كبيرة.
كما شهدت محافظة إب (180 كلم جنوب صنعاء) اشتباكات عنيفة بين المقاومة وقوات كانت تتجه لدعم الحوثيين في تعز التي تعيش حالة حرب حقيقية ومواجهات عنيفة في العديد من أحيائها.
وقد أعلنت المقاومة الشعبية تقدمها في عدة مناطق من المدينة، وردّ الحوثيون بقصف عنيف للأحياء السكنية، مما تسبب في وقوع العديد من الجرحى والقتلى بين المدنيين.
خسائر للحوثيين
وفي الضالع قُتل تسعة مسلحين حوثيين في كمين نصبته المقاومة، بينما أفادت مصادر محلية للجزيرة بأن قوات المقاومة الشعبية سيطرت على شارع التضامن والمجمع التربوي المحاذيين للواء "33" بعد اشتباكات عنيفة مع مليشيات الحوثيين.
وتستمر المواجهات العنيفة على الأرض أيضا بين الحوثيين وخصومهم في صرواح بمأرب، حسبما ذكرته مصادر عسكرية لوكالة الصحافة الفرنسية. وقتل في صرواح 19 شخصا بينهم 17 مقاتلا من الحوثيين واثنان من الموالين للرئيس هادي، حسب مصادر الوكالة.
وأفاد مراسل الجزيرة من جهته بأن الحوثيين عمدوا إلى تفجير منزل القيادي في المقاومة أحمد الشليف في صرواح.
وفي محافظة لحج الجنوبية أفادت مصادر بمقتل 14 حوثيا و11 مسلحا من القوات الموالية للرئيس هادي، وذلك في سلسلة اشتباكات للسيطرة على الطريق الساحلي من عدن إلى مضيق باب المندب الإستراتيجي.
تجدد الغارات
وفي صنعاء أكد شهود عيان أن طائرات التحالف استهدفت مجددا الثلاثاء قاعدة الديلمي العسكرية القريبة من مطار صنعاء الدولي شمالي المدينة بقصف عنيف ومكثّف. وقد تصاعدت أعمدة الدخان بكثافة من داخل القاعدة.
وكانت طائرات التحالف قصفت مخازن أسلحة تابعة للحوثيين وللقوات الموالية لصالح في صنعاء وتم تدميرها، كما تم تدمير معدات عسكرية كانت جماعة الحوثي تستعد لنقلها إلى مناطق المعارك، حيث شمل القصف مقر الفرقة الأولى مدرع سابقا ومعسكر التأمين الفني ومعسكر النجدة ولواء النقل الخفيف ووزارة الداخلية.
كما استهدفت غارات جديدة مواقع للحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع في مأرب (وسط) والحديدة (غرب) وتعز (جنوب غرب)، حسب بعض الأهالي.