الجيش الإسرائيلي.. حجر شطرنج في أيدي المستوطنين !

جيش-الاحتلال-يمشط-مستوطنة-يهودية
حجم الخط

 

 

تعكس الردود على عملية الدهس في القدس الخط المفصلي ذاته.  أول من رقص على الدماء كالعادة كان متحدثو اليمين الأصولي. 
جيل جديد متحمس من المستوطنين، الذين لا إله لهم، ولا يعرفون الخجل. 
معلمهم هو إيتان روند، من سكان الون شفوت، استغل جيدا 15 دقيقة من المجد. 
قال لوسائل الإعلام إنه أول من انقض على سائق الشاحنة، وخاب أمله من تردد الجنود وربط ذلك بشكل غير مباشر بمتلازمة اليئور أزاريا. 
في الثواني العشر التي مرت منذ وضع الداهس الغيار العكسي – وهي الفترة الزمنية التي يمكن من خلالها معرفة أن الحديث يدور عن عملية وليس عن حادثة طرق – نجح روند في إطلاق ثماني رصاصات. 
وفتح صمام المسدس وجمع المعلومات الكافية من أجل التحليل التاريخي الاجتماعي حول رد الجنود وقادتهم. وبعد ذلك تبينت الحقائق.
تم إطلاق النار على «المخرب» أيضا من قبل لابسي الزي العسكري الذين سارعوا إلى الاحتكاك. 
وفي مرحلة معينة صدر الأمر لمن هو غير مشارك في إطلاق النار بالاختباء من أجل عدم سقوط إصابات برصاص قواتنا. 
وكان هناك من هرب وهو خائف. يدور الحديث عن جنود وطاقم لدورة ضباط الجبهة الداخلية تعرضوا لهجوم فجائي عند نزولهم من الحافلة التي كانت تقلهم في رحلة. 
استمرت الحادثة 25 ثانية، المتهكم في الانترنت، عمير شيفي، فحص توثيق عشرات عمليات الدهس في العشرين سنة الماضية، والعملية في أرمون هنتسيف تسجل ضمن ثلاث عمليات تم علاجها بالسرعة القصوى.
لكن الخط الكاذب لروند نجح. الصحافية كارني الداد لخصت في «معاريف» قائلة: «جنود الجيش يتجولون وأيديهم مكبلة بالأصفاد... العملية استكملت. وتحولنا من جيش ينقض إلى جيش من الناموس». 
وليس معروفاً كم مرة انقضت الداد في حياتها، وكم من «المخربين» اشتبكت معهم، وكم شاحنة أوقفت بجسدها. والمعروف هو أنها مستوطنة، وعندما كانت طفلة تم إخلاؤها مع عائلتها من المستوطنات في سيناء، هذه الحادثة التي بكت عليها في مقال بعنوان «عندما تم طردي من جنة عدن». 
وفي صباها تم إخلاؤها من غوش قطيف، وعندها استقرت في تقوع. 
وهي وأمثالها يعيشون حياة كاملة في ظل حراب «قوات الأمن»، ورغم ذلك لديهم ادعاءات وتحفظات. 
الجيش الإسرائيلي يخيب أملهم، وبالنسبة لهم هو جيش فوضوي وقادته جبناء يغرقون في بحر أوامر إطلاق النار. 
وهم يريدون الشيء الحقيقي: مليشيات مسلحة وقاتلة، تحمل القتل في عيونها والسكين بين أسنانها دون محكمة العدل العليا ودون «بتسيلم».
في الوقت الذي يطلق فيه اليمين الاستيطاني الجيش، استكملت الحكومة التي تخضع له، عملية التنصل والإنكار. 
ولم يلاحظ أي وزير أن هناك حاجة إلى احترام الجنازات من خلال تواجده.  وهذا أمر لافت، وإلى جنازة الشباب الثلاثة الذين تم خطفهم وقتلهم في غوش عصيون وصل ممثلو الجمهور جميعهم دون أن يكون ذلك ملزماً، وكانوا يتنافسون على الأماكن في الصف الأول وعلى حق التأبين.  وأعلن رئيس الحكومة في الوقت الحالي بسرعة البرق أن «المخرب: الذي دهس ينتمي إلى «داعش». 
أيضا من أجل خلق علاقة من التداعي مع عمليات الدهس في فرنسا وألمانيا، ولتشويش الخلفية المحلية للعملية أيضا: واقع الاحتلال والضم. في نهاية المطاف، لم يأت «المخرب» الداهس إلى  أرمون هنتسيف من العراق، ولم يتدرب في سورية. 
لقد جاء من جبل المكبر القريب، الذي احتل وتم ضمه في العام 1967، والذي يعيش فيه الآن عشرات آلاف الفلسطينيين ممن يحملون بطاقات الهوية الزرقاء. 
هذا هو حلم القدس الموحدة لحكومات إسرائيل، حيث إن نتنياهو يستخدم موضوع تقسيمها كسلاح أخير ضد خصومه منذ عشرين سنة.  وقد خرج من جبل المكبر حتى الآن العشرات ممن نفذوا العمليات. 
ويتوقع من الإسرائيليين الآن أن يدفنوا أمواتهم بصمت، والتعود على العيش على حد السيف دون الأمل بالسلام. 
وإرسال أبنائهم إلى الجيش للدفاع عن الاحتلال وتحمل التوبيخ من المستوطنين عندما لا يتم علاج العملية القادمة بالتصميم المناسب.  فمن سيضع حداً لهذا الأمر ولهذه الوقاحة؟

عن «هآرتس»