"كانت جريمة بشعة بكل المقاييس".. هذا ما قاله مسؤول أمني مصري بمحافظة الشرقية شمال مصر لـ "العربية.نت" واصفاً تلك المأساة التي شاهدها لأول مرة في حياته المهنية بالجريمة الغامضة التي سرعان ما نجحت أجهزة الأمن في فك طلاسمها. وتبين أن الضحية تورط في قبل سنوات في علاقة مع فتاة حملت منه سفاحا وماتت في وقت سابق، وأنه تعرض لجريمة انتقام.
وعثر أهالي عزبة الإصلاح بقرية أشكر التابعة لمركز فاقوس بالشرقية، على جثة مجهولة ملقاة على الطريق، ولم يستدلوا على معالمها لشدة تفحمها، وعلى الفور أبلغوا اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، الذي أمر بانتقال فريق من رجال الأمن لموقع الجريمة ومعاينة الجثة.
وبعد المعاينة، تم التأكد من أن الجثة تعود لشاب في العقد الثالث من عمره، وكانت متفحمة تماماً بالجزء السفلي، وتوجد بها آثار ذبح بالرقبة، وطعنات متفرقة في الجسد، وتم نقلها للطب الشرعي.

الضحية
ونجح ضباط مباحث مركز شرطة فاقوس خلال 24 ساعة في كشف غموض الحادث، وتبين أن الجثة لمهندس زراعي.
وقالت مديرية أمن الشرقية إنه تبلغ لديها عن طريق المحضر رقم 362 إداري مركز شرطة فاقوس لسنة 2017 من "فاطمة . م . ع" ربة منزل ومقيمة قرية الديدامون دائرة مركز فاقوس باكتشافها وجود جثة متفحمة لأحد الأشخاص داخل حديقة الإصلاح الزراعي التابعة لقرية أشكر دائرة المركز، وذلك أثناء قيامها بجمع بعض الأخشاب من داخل الحديقة لاستخدامها في الطهي.
وذكرت مديرية أمن الشرقية أن تحريات ضباط البحث توصلت إلى أن الجثة للمدعو "جمال . ع . م . ه"، 56 سنة، موظف بالإدارة الزراعية بفاقوس ومقيم بالختاعنة الديدامون دائرة المركز.
وأكدت أنه نظرا لما تمثله الواقعة من خطورة إجرامية شديدة الغموض فقد تم تشكيل فريق وكان من أهم بنودها إجراء معاينة تفصيلية لمسرح الحادث والاستعانة بخبراء الأدلة الجنائية والاستفادة من المعاينة وحصر وفحص علاقات وخلافات المجني عليه وأسرته، وما قد يرقى منها لأن يكون دافعاً لارتكاب الواقعة إضافة لحصر وفحص العناصر الخطرة وذوي المعلومات الجنائية المسجلة في هذا النشاط.

الجثة كانت ملقاة وسط المزارع
وذكرت أنه تمت الاستعانة بالمصادر السرية لجمع معلومات تفيد في إجراءات البحث، ومن خلال التطبيق الجيد لبنود خطة البحث أسفرت الجهود أن وراء ارتكاب الواقعة كلاً من:
- محمود . ع . أ . ح" 28 سنة سائق وشقيقه إسماعيل 266 سنة عامل، وهما مقيمان بناحية عزبة الختاعنة الديدامون دائرة المركز، بسبب قيام المجني عليه بالتعدي جنسياً على شقيقتهما التي توفت منذ 3 سنوات، وكانت قد حملت من القتيل سفاحا.
وأشارت مديرية أمن الشرقية إلى أنه عقب تقنين الإجراءات تمكن ضباط فريق البحث من ضبط المتهمين وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة وقيامهما بانتظار عودة المجني عليه من الأرض الزراعية وأجهزا عليه بعصا خشبية ونقله لمكان العثور على الجثة وإضرام النيران بها لإخفاء معالم الجريمة. وتم إخطار النيابة التي تولت التحقيق.