قال نائب الرئيس التنفيذي لجمعية قطر الخيرية (غير حكومية) إبراهيم زينل، إن خسائر الاقتصاد الوطني في قطاع غزة بكافة قطاعاته الاقتصادية خلال فترة العدوان الإسرائيلي الأخير تقدر بـ 5 مليارات دولار، مضيفا أن الوضع الذي تمر به غزة منذ النصف الثاني من عام 2014 هو "الأسوأ" مقارنة مع سنوات الحصار الثمانية الماضية.
وأضاف زينل في عرضه لورقة عمل تحت عنوان " تدهور الوضع الاقتصادي في قطاع غزة" أمام الملتقى الثاني لـ"الهيئة الشعبية العالمية لدعم غزة" الذى انعقد على مدى يومين في بيروت، أن الاحتلال الإسرائيلي يدير حصاره على قطاع غزة بشكل مدروس، حيث تقدر الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة في المباني والبنية التحتية وكذلك خسائر الاقتصاد الوطني بكافة قطاعاته في غزة بخمسة مليارات دولار خلال فترة العدوان التي استمرت 51 يوما.
ووصف زينل الوضع الذي تمر به غزة منذ النصف الثاني من العام المنصرم بأنه "حالة انهيار"، نتيجة الركود الاقتصادي غير المسبوق، وبروز مؤشرات للانحرافات الاجتماعية، بسبب الارتفاع المتزايد في نسب الفقر والبطالة.
وتسببت الحرب الأخيرة على قطاع غزة، بتدمير نحو 96 منشأة سكنية واقتصادية في قطاع غزة، وفق أرقام رسمية صادرة عن الأمم المتحدة نهاية العام الماضي 2014.
وأوضح زينل أن غزة تعانى من تزايد عدد الفقراء والمحرومين من حقهم في الحياة الكريمة، وتجاوز معدلات البطالة في 55%، مع وصول عدد العاطلين عن العمل الى حوالي 230 ألف شخص، محذرا من تزايد الفقر الذي ارتفعت معدلاته لتتجاوز 65%.
وأضاف زينل : "نسبة انعدام الأمن الغذائي وصلت إلى 57% لدى الأسر في قطاع غزة".
ولفت زينل الى أن وعود البلدان المانحة العربية والدولية بإعادة إعمار القطاع بقيت حبرا على ورق، ما فاقم من معاناة أصحاب المصانع والصناعات المحلية بالقطاع.
وتعهدت الدول والجهات المشاركة في مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار غزة، الذى انعقد في أكتوبر / تشرين الأول الماضي، بتوفير 5.4 مليار دولار، منها نحو 2.6 مليار دولار لإعادة إعمار غزة، و المبلغ المتبقي (2.8 مليار دولار)، يخصص للموازنة والحكومة الفلسطينية على مدار الـ 3 سنوات قادمة.
وقال المسؤول القطري إن القطاع يواجه ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار على خلفية الحرب، والحصار المفروض على حركة الأفراد والبضائع، مشيرا الى أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة أدت إلى ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، ما تسبب بركود تجاري واقتصادي حاد وغير مسبوق لم يحدث منذ عام 1967.
وأضاف أنه من الأسباب الأخرى التي أدت الى تدهور الأوضاع الاقتصادية في القطاع، أزمة الرواتب وحصول الموظف على جزء من راتبه الذي تقتطع المصارف نسبة منه لتسديد القروض.
وعقدت الهيئة مؤتمرها الأول أواخر شهر أغسطس/آب 2014 في مدينة إسطنبول التركية، وأثمر الإعلان عن تأسيس "الهيئة الشعبية العالمية لدعم غزة" وتشكيل مكتبها التنفيذي.
وشنت إسرائيل في 7 يوليو/ تموز الماضي، حربا على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى مقتل أكثر من 2000 فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ 28366.
ومنذ أن فازت حركة "حماس"، التي تعتبرها إسرائيل "منظمة إرهابية"، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، فرضت إسرائيل حصارًا بريا وبحريا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام 2007.
وتأسست جمعية قطر الخيرية في عام 1984، وتركز جهودها على مجال التنمية المستدامة ومحاربة الفقر وإغاثة المنكوبين في حالات الطوارئ، وتعمل قطر الخيرية في أكثر من 60 دولة في مختلف أنحاء العالم، ولها مكاتب ميدانية في 17 دولة.