كما الفلسطينيون في ورطة فالاسرائيليون في ورطة
يقع الفلسطينيون والاسرائليون في ورطة البرامج والايديولوجيات التي يصعب معها تحقيق اي تقدم نحو اطروحات يطرحها كل منهما ن فالفلسطينيون يطرحون منذ عقود حل الدولتين الذ تم اغتيالة بالاستيطان والاسرائليون يطرحون يهودية الدولة بامتداد جغرافي سياسي يحتوي القدس و60% من مساحة الضفة بين اشراف مشترك وبين التبادلية ... فلا هذا يستطيع تحقيق حلمه ولا ذاك عاملا على مبدأ حل دولتين باعطاء الفلسطينيين دويلة تلبي طموحاتهم الوطنية ولو بالحد الادنى .
لم يكن ماصرح به يوفال دسكين رئيس "الشاباك" السابق لموقع "واللا" العبري هو خارج عن منطق الصراع بل تحدث بواقعية شديدة ودقيقة على ما سيؤول له الصراع بين الفلسطينيين و"الاسرائيليين"، بل ربما لان يوفال دسكين كان في السابق على احتكاك مباشر ومواجهة مع الفلسطينيين الذين رفعوا لواء الكفاح المسلح والمقاومة، وباختلاف البرنامج السياسي الفلسطيني بين الضفة وغزة، وسيطرة "اسرائيل" كاملا على الضفة وتوسعها الديموغرافي، قد يفشل ما يسمى يهودية الدولة وسيفشل ايضا اطروحة حل الدولتين.
يتحدث يوفال دسكين عن الاختلاط الحادث اختلاط سكاني وديموغرافي لا يمكن الفصل بينهما مستقبلا، ويتسال دسكين ماذا لو اصبحنا اقلية مستقبلا، هل نستطيع الحفاظ على مفهوم الدولة اليهودية، يقول نحن سائرون الى دولة ثنائية القومية شئنا ذلك ام ابينا في ظل عدم وجود استراتيجية واضحة "للاسرائيليين".
بالتاكيد ان "الاسرائيليين" يعيشون في مأزق ايديولوجي ومأزق استراتيجي فهم يرفضون حل الدولتين ويعملوا على عدم نجاح الفكرة بالاستيطان والتوسع وفي نفس الوقت بدأ العالم ينظر لاخر شعب محتل بشكل مباشر على الكرة الارضية، وكما هو الحال لا ثوابت والا استراتيجية فلسطينية واضحة في ظل الانقسام واختلاف البرنامج، وان كانت الضفة الغربية محتلة والتوسع الاستيطاني اكل اكله فان غزة وكل الحملات العسكرية لم تخرج "اسرائيل" من مازقها بخصوص الحرب والعدوان، فغزة اصبحت تمثل الرقم الصعب التي لا تفيد معه كل العلاجات والمعادلات "الاسرائيلية" سواء بالهجوم المحدود او الشامل او احتلاله من جديد فكل الاحتمالات والطرق تشكل مخاطر على "اسرائيل" اقتصادية وبشرية واستراتيجية. وكما جاء على لسان يواف هار ايفين رثيس ادارة العمليات في الجيس "الاسرائيلي" سابقا:
(استبعد رئيس إدارة عمليات الجيش "الإسرائيلي" المنتهية ولايته الميجور جنرال يواف هار إيفين، ، حلاً عسكرياً لمشكلة قطاع غزة، بعد قرابة عقد من العمل العسكري ضد قطاع غزة، منذ خروج قوات الجيش "الإسرائيلي" من القطاع في عام 2005.
وقال إيفين في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إنه ليس هناك حل نهائي لمشكلة غزة.
وأضاف: “كقاعدة ليس هناك حلول عسكرية لمشاكل سياسة، هناك دائماً حلول مجتمعة، استخدام القوات العسكرية جزء فقط من السياسة”.
وتابع: “الأمر يتعلق بما يحدث خارج الجيش، دراسة عامة للساحة الفلسطينية، والروابط بين غزة والضفة الغربية والتوترات دخال الساحة الفلسطينية، هناك رغبة أستطيع تفهمها من العامة والسياسيين في التوصل إلى حل لمشكلة الأمن، أقول أن الحل يتجاوز الشؤون العسكرية، الأمر أكثر تعقيداً إذا كان رد الفعل على إطلاق صاروخ، يتمثل في شن هجوم أو حتى 15 هجوماً أو احتلال كامل أو جزئي للقطاع”.
يتحدث يوفال دسكين عن خيار الحل الاقليمي للقضية الفلسطينية اي كمنقذ من مستقبل مجهول لطموحات "اسرائيل" بالدولة اليهودية، ولكن هل هذا الخيار في ظل الرمال المتحركة التي تجتاح منطقة الشرق الاوسط يمكن تحقيقه ، ام سيلعب عامل الزمن والمتغيرات التي تصنعها "اسرائيل" باحتلالها ومستوطناتها لفرض واقعة وحدانية الدولة اذا ما غير الفلسطينيين برنامجهم بالمطالبة بحل الدولتين والعودة لقرار التقسم او المطالبة الحقوقية والدولية بخيار الدولة الواحدة ثنائية القومية التي تحدث عن خطورتها على اسرائيل يوفال دسكين.
لا حل عسكري ناجع هكذا اصبحت القيادة "الاسرائيلية" على قناعة بان الخياار العسكري لن ينهي قصة واقع قطاع غزة واطلاق الصواريخ واحتلال دائم للضفة والتوسع الاستيطاني هي سياسة الهروب للامام نحو خيار الدولة الواحدة ثنائية القومية.
الحل الاقليمي اي توطين الفلسطينيين وفتح مجال الترانسفير امام الفلسطينيين سياسة عديمة الجدوى لاسباب موضوعية وذاتية والجدار الفاصل لن ينتهي الاختلاط والتداخل الديموغرافي في القدس والخليل وبيت لحم ولن ينهي مشكلة التطور السكاني والنمو في قطاع غزة فالفواصل بين التجمعات السكانية "الاسرائيلية" والتجمعات السكانية في غزة هي كيلومترات او اقل …..بالتاكيد ان "اسرائيل" في ورطة ايديولوجية وورطة تكتيكية واستراتيجية معا فلا مجال امام "اسرائيل" الا دولة ثنائية القومية ولو بعد حين يحصل الفلسطينيين فيها على جميع حقوقهم السياسية والانسانية والمدنية….. وربما تجميد الاوضاع كما هي عليه وبرغم حالة التوهان الفلسطيني ولكن عامل التطور للشعب الفلسطيني وبشكل تلقاثي سيفرض على "اسرائيل" خيار لاسواه وهو قبول حل الدولة الواحدة …. اما الحل الاقليمي والتوسع على حساب بعض الدول للفلسطينيين لن يكون حلا مجديا "لاسرائيل" ولان الفلسطينيين لن تغيب عن عقولهم ووجدانهم بان فلسطين لهم وهي ارض الاجداد والتاريخ.