يقال أن قيمة أعضاء الأطفال المصابين بالبرص تبلغ أكثر من قيمة الذهب مما يعرضهم ذلك لهجمات السكاكين من قبل عصابات بحثاّ عن بيعهم مقابل مبالغ طائلة. يتمّ إضطهاد أطفال تنزانيا في حين تحاول السلطات السيطرة على الهجمات المقرفة والمثيرة للحرج التي يتعرضوا لها.
وأفادت التقارير أن 76 طفل أبرص تعرضوا لهجمات وقتلوا في الدول الأفريقية منذ العام 2000 بينما يتم تعذيب الكثير غيرهم. الصدمة الأكبر هي أن يتمّ بيع العديد منهم من قبل عائلاتهم فمقابل كل عضو منهم يتقاضون الى 500 دولار اميركي في حين يباع الجسد الكامل ب 75.000 دولار أميركي.
ويستغل الأطباء الشعبيون أعضاء الاطفال البرص مثل الأنف واللسان والأصابع والأيدي والأذن وحتى الأعضاء التناسلية بهدف جلب الحظّ لزبائنهم في المسائل السياسية والأعمال التجارية.
زار المصور الفرنسي، ايريك لافورغ، الجمعية الخيرية Under The Same Sun حيث كشف عن حياة الأطفال المفجعة والذين يعيشوا تحت مراقبة وحماية كثيفة ومشددة خوفاً على سلامتهم فإنهم يقضون وقتهم بالتحدث وبممارسة الرسم ومشاهدة التلفاز معاً ولكن لا يسمح لهم باللعب خارجاً.
ايمانويل فيستو، 14 عاماً، ناجٍ من هجوم بالسكاكين الذي أودى الى قطع ذراعه اليسرى من أعلى المرفق وببضع من أصابع يده اليمنى .
وبالرغم من حدّة إصاباته وضعف نظره، يتميز ايمانويل بموهبة الرسم فهو بذلك يتغلب على جميع الصعوبات التي يواجهها من خلال ممارسته للرسم ولا شيء يمكن ان يحطم آماله إذ حين سُئل ماذا يريد أن يصبح حين يكبر فردّ: "أطمح بأن أصبح رئيس وزراء فهكذا بامكاني أن أخدم بلدي."
العديد من الناجين تقدموا وشهدوا على الهجمات، فكابولا نغرانغو، 17 عاماً، نجت من هجوم في 2010 حين اقتحم ثلاثة مهاجمون بيتها وهي نائمة بالقرب من والدتها يطالبوها بالمال والذي لم يكن بحوذتها فقطعوا يد كابولا ثلاث مرات على الأقل.
ومريم ستافورد، 32 عاماً، هي بمثابة الأم الثانية لعدد من الأطفال في هذه الجمعية وتعاني أيضاً من مرض البرص فقد نجت من هجوم في 2008 الذى أودى الى قطع كلتا ذراعاها وقتل جنينها ومنذ خروجها من المستشفى، لم تعود مريم الى بلدتها مدركة أن لا مكان آمن لها هناك.
وحكم رئيس تنزانيا السابق، جاكايا كيكويتي، على هذه الأفعال بالمقرفة والمثيرة للحرج للبلاد.
ترجمة وإعداد آنا ماريا حبيتر – الديار – نقلاً عن موقع mirror.co.uk، جايمس نورث.