معادلة.. أبواب جهنم هل تفتح؟!

التقاط
حجم الخط

 

بصراحة ، فأنا غير مصدق للشعارات الفلسطينية والعربية النارية من ان ابواب جهنم لسوف تفتح للرد على وعد الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترمب نقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس. إذ لم نفهم من تهديدات فتح الابواب الجهنمية، منذا الذي سيفتحها ، ولا على من سيتم فتحها، على امريكا ام على اسرائيل ام على النظام العربي؟!

صحيح ان القدس ليست اي مدينة فلسطينية او عربية او اسلامية، بل هي مدينة ذات مسمع عالمي وانساني لتاريخها وآثارها وحضارتها، ولقد سقطت لمن لا يعرف، قبل خمسين سنة، اعقبتها بيروت قبل خمس وثلاثين سنة، ثم بغداد قبل خمس عشرة سنة، واليوم تصرخ عشرات المدن العربية في العديد من الدول الممتدة على مساحات القارتين الآسوية والأفريقية، بواقع التدمير الذاتي والقتل اليومي، مرة في هيئة ثورات «ربيع عربي»، ومرة على شكل احلاف عربية تشن حربا على شقيقاتها، ومرة سنة وشيعة، ومرة تفجير كنائس وردم آثار ومعابد ومساجد، ومرة امريكا صديقتنا الوفية، ومرة عدوتنا التي تخلت عنا لصالح روسيا وايران، ومرة معارضة ارهابية واخرى معتدلة، كل ذلك واكثر على مدار سنوات طويلة ، ولا يلوح في الافق المنظور موعد لوقف هذا التدمير، ولا العد النهائي بالتالي لبدء الاعمار الذي سيستغرق وقتا طويلا آخر، تكون بالتالي حواضرنا قد فرغت من انسانها نزحا وتهجيرا الى بلاد الصقيع، الاكثر دفئا من اوطاننا.

الحال الفلسطيني، حيث القدس اكثر بكثير من مجرد عاصمة لدولة لم تقم بعد، هو عبارة عن تكثيف لواقع الحال العربي، فالانقسام الذي ضربنا قبل عشر سنوات ما زال قائما وقاطعا، وطال الشعب والارض على حد سواء، ورسخ حكومتين في ارض ما زالت محتلة، تدعي كل منهما ان القدس عاصمتها، هذا الانقسام وصل حد التشرذم، وبات الناس يتهكمون من كل محاولة لرأبه، حتى لو كانت مخلصة وجادة، بما في ذلك لقاء موسكو الاخير الذي حث على تشكيل حكومة وحدة وطنية ، فيتندرون : من سيمسك وزارة التنسيق الأمني، وقبله بأيام لقاء بيروت الذي كرس من اجل المجلس الوطني الجديد / القديم. لقد أظهرت مشكلة الكهرباء في غزة بعضا من حقيقة هذه القيادة، ليس فقط في كيفية انفجارها، ولا في طرائق حلها بقمع المحتجين واعتقالهم، بل في التراشق بين غزة ورام الله من الذي كان له الفضل في احضار المنحة القطرية.

قبل خمسين سنة قال نزار قباني لفيروز ردا على اغنيتها "الان الان وليس غدا، اجراس العودة فلتقرع"، قال: من شرم الشيخ الى سعسع/ عفوا فيروز ومعذرة /اجراس العودة لن تقرع/ فالعودة يلزمها مدفع/ والمدفع يلزمه اصبع.