"ترامب والعادة الأمريكية القبيحة"

سامي
حجم الخط

انهم ليسوا مثلنا .. يعبدون الاشخاص ويقولون لرؤسائهم أكثر ما قال مالك في الخمر , لا إنهم يقاطعون الرئيس في حفل تنصيبه نتيجة لكلمة قالها هنا أو هناك , الاعلام قاطعه في حفل تنصيبه وهو يدعى ان الاعلام يحاربه , وقف أمام نصب تذكاري لقتلى المخابرات الامريكية وبدل ان يتحدث عنهم تحدث عن مقاطعة الاعلام له في حفل تنصيبه الامر الذي أغضب رئيس وكالة المخابرات الامريكية واعتبر ان خطابه أمامهم لتمجيد الذات فقط.

الرئيس الامريكي الجديد المليونير الراقص المصارع صاحب الحفلات الماجنة صديق الراقصات , كل هذا لا يهم المهم انه فاز في الانتخابات واصبح رئيساً لأقوى دولة في العالم , ولكن هل يؤثر كل ذلك على السياسة الامريكية , أعتقد لا, لأن أمريكا لا يحكمها شخص واحد يقول ما يقول ويفعل ما يفعل  , لا هناك ادارة امريكية هي التي تحكم , أما خطابه الذي ألقاه أو بمعنى آخر خطاب التنصيب الغير مكتوب فهو خطاب شعبوي لا ينتمي الى اي تيار سياسي معين , خطاب ملخبط بالمعنى البلدي فتارة تراه يساري عندما يقول ان الشعب سيعود الى حكم أمريكا من جديد وتارة تراه يميني متطرف عندما يضع نصوصاً من الانجيل في خطابه حول تعظيم الذات الامريكية وطريقة تحالفاته الجديدة المعتمدة على دفع مستحقات وواجبات الحماية الامريكية لكل العالم , وهذا يقودنا الى شيفونية غربية في شخصية ترامب.

ولكن العادة الامريكية القبيحة في كل الرؤساء الامريكيين إذا كانوا من الجمهوريين أو الديمقراطيين وهي الولاء الكامل لإسرائيل وتنكرهم الكامل أيضاً للقضية الفلسطينية , يتسابقون في تدليل اسرائيل وفي تقديم المعونات العسكرية والسياسية لها بدون تحفظ , إنهم يعبدونها والسبب رأس المال , المال الامريكي الذي يتحكم في كل مناحي الحياة السياسية في أمريكا في يد اليهود وأي يهود , الصهاينة الذين يؤمنون بالتوسع والهيمنة.

هؤلاء لم تستطع الدول العربية بكل ما تملك من مقدرات مالية ونفطية ان تزيحهم عن طريق الحكم الامريكي , والسبب الذكاء فهؤلاء يعرفون أين يضعون كل دولار يهودي لخدمة اسرائيل , أما العرب فلا يعرفون شيء لا يستطيعون ان يصنعوا شيء في الحياة الاعلامية الامريكية مثلاً , ولكنهم يصرفون أموالاً أكثر من اليهود في أمريكا ولكن أين ؟؟ في أشياء تافهة كشراء العقارات واليخوت وأشياء اخرى.

هذا هو الفرق ومن أجل ذلك يتبارى رؤساء أمريكا في كيل المديح لإسرائيل , لأن اي رئيس أمريكي لا يصل الى سدة الحكم إلا بمساعدة الدولار اليهودي الذي يصرف عليهم طوال حملتهم الانتخابية , ونحن نجلس في بيوتنا نتابع ماذا سيحصل بعد ذلك ؟؟

فها هو ترامب يقول انه سينقل السفارة الامريكية الى القدس وسيفعل الشيء الذي لم يقرر ان يفعله اي رئيس أمريكي سابق , ونحن نقول أن جهنم ستفتح على العالم اذا تم نقل السفارة الى القدس والكل يعرف أن جهنم لم تفتح على أحد واذا نقلت السفارة فسوف يكون يوم عادي مثله مثل أي يوم , ليس هكذا تقاد الابل ايها السادة , من يريد ان يفتح باب جهنم لا يقول انني سأفتحه , فالجعجية الاعلامية تذهب في الهواء , أما الفعل فهو الباقي والتاريخ شاهد على ذلك.