مع أداء يمين القسم للرئيس الـ 45 في الولايات المتحدة، قال دونالد ترامب ما رفض سلفه أن يقوله على مدى ثماني سنوات – معظم العمليات الارهابية في العالم نفذها الاسلام الراديكالي الذي يجب اجتثاثه كليا. هذه بشرى جيدة للغرب، وهذه بشرى جيدة لكل العالم. لأنه من اجل علاج أي مشكلة فان الشرط الاول هو الاعتراف بوجودها.
الردود الغاضبة في العالم الاسلامي الراديكالي لم تتأخر. ففي السلطة الفلسطينية قاموا باحراق صور ترامب. وأبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، قال عن ترامب إنه "جاهل"، وهو الاسم الذي يطلق على الذين لم يصل اليهم دين محمد، ولا سيما من عبدوا الاصنام في الفترة الجاهلية قبل الاسلام. وأضاف "صحيح أننا أمة تخسر في المعارك، لكنها تكسب في الحروب. والانسانية ستعترف بتفوقها". صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن وتمول من أحد الأثرياء في السعودية نشرت "كاريكاتور" يظهر فيه ترامب وهو يخرج من فمه القنابل نحو حمامة الإسلام. وعنوان الكاريكاتور هو "ترامب في خطابه الاول بعد أن أصبح رئيسا".
المظاهرات الكبيرة التي احتجت على اقوال ترامب ضد النساء، ليست بعيدة ايضا عن موضوع الاسلام: واحدة من الفتيات الاربع اللواتي نظمن المسيرة اثناء أداء يمين القسم، هي لندا صرصور، وهي مسلمة أميركية من اصل فلسطيني، وهي محجبة وتؤيد الجهاد ضد اسرائيل ومقاطعتها. وفي مقابلة لها مع شبكة أميركية قالت "لقد وصلنا الى الولايات المتحدة وكان فيها 22 ولاية، مع قوانين ضد الشريعة تحاول منعنا من حرية العبادة... وهناك مساجد تم الاعتداء عليها وأولاد تم قتلهم والخوف من الاسلام". إن مفهوم "اسلاموفوبيا" يستخدم احيانا لمنع انتقاد الاسلام الراديكالي: اذا كنت تنتقد التطرف الاسلامي، فهذا يعني أنك اسلاموفوبي وعنصري. هكذا يتم منع النقاش الجدي حول السبب الاساسي للحروب في العالم وللقتلى والمطرودين من بيوتهم. هل سنصدق أن السيدة صرصور تهتم بالنساء وحقوقهن في المساواة الكاملة. فلتقم اذا بتنظيم مظاهرة مشابهة ضد تمييز النساء في معظم الدول الاسلامية. ولكن يبدو أن هذا الموضوع المؤلم لا يقلقها ولا يقلق الملايين الذين شاركوا في المظاهرات في ارجاء العالم.
وفيما يتعلق بعلاج الاسلام الراديكالي، فقد أعلن ترامب في حملته الانتخابية بأنه سيقوم بحرب لا هوادة فيها، واستخدام وسائل متعددة. ويجب على اسرائيل الوقوف الى يمينه في هذه الحرب: حربه هي حربنا، والمركز ليس "المناطق" أو "التمييز ضد المسلمين"، بل حرب باسم الاسلام واسم الله. ويكفي أن نستمع للمخربين عند تنفيذ العمليات حيث لا يصرخون "تعيش دولة فلسطين المستقلة" أو "حقوق للمسلمين"، بل يصرخون "الله أكبر". إن انتصار ترامب في حربه ضد الاسلام الراديكالي سيكون ايضا انتصارا لاسرائيل ضد أعدائها.
إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم "يحيى السنوار"
26 ديسمبر 2024