منظمة إسرائيلية تدعو لمنع تشغيل العرب في شركة "إيغد"

باصات ايغد
حجم الخط

أطلقت منظمة إسرائيلية متطرفة حملة عنصرية لمنع تشغيل العرب كسائقي حافلات شركة المواصلات الإسرائيلية "إيغد"، وذلك ردًا على عملية دهس جنود على يد فلسطيني من جبل المكبر في القدس المحتلة مؤخرًا.

ونشرت منظمة "لهافاه" المتطرفة راعية الحملة العنصرية، لافتات ضخمة في البلاد تحت شعار "ليس حسنا أن نترك المقود بيد محمد"، في إشارة الى العرب، محذرة من "كثرة السائقين العرب للحافلات العامة ومن احتمالات تحرشهم بالنساء اليهوديات". وفق قولها

وتخاطب الحملة اليهود بالعبرية فتقول متسائلة "هل أنت مستعد أن تسافر بناتك بهذه الحافلات؟ وهل "تتحمل المسؤولية بحال قام سائق الحافلة بعملية مستخدمًا قيادته للحافلة".

وتساءل رئيس لجنة العاملين في شركة "إيغد" للمواصلات العامة السائق رائد مشعل "كيف يشعر السائق خلال عمله في ظل مثل هذه الحملة؟"، محذرًا من أن الحملة "تعرض السائقين العرب بالمواصلات العامة للمزيد من العنف اللفظي والجسدي".

وحمل السلطات الإسرائيلية المعنية وشركة "إيغد" مسؤولية التحريض، منبهًا إلى أن تهديد السائق خلال عمله هو تهديد الركاب أيضًا.

ومع ذلك ترفض الشركة تقديم شكوى لدى شرطة الاحتلال ضد "لهافاه" رغم مطالبتها من قبل نقابة سائقي الحافلات، مما دفعها للقيام بذلك بنفسها.

وعقبت الشركة على اتهامها بالصمت على العنصرية بالقول "إنها أبلغت سائقيها رفضها القاطع للحملة وتستنكرها، لكن من المؤسف أن نقابة السائقين تحاول كسب نقاط سياسية من هذه الحملة المؤسفة، وسنواصل تشغيل سائقين دون اهتمام بهويتهم القومية".

في المقابل، قال مدير فرع المواصلات في منظمة "قوة العمال" الإسرائيلية عمري فاطوري إن منظمته لن تسكت على اللافتات العنصرية، لافتًا إلى أن" الحملة مسمومة، وتهدف لترهيب السائقين العرب وتدمير التضامن بين الزملاء اليهود والعرب بعدما نجحوا من خلال تنظيمهم، تحسين شروط عملهم".

ودعا كل نقابات العمال في الفترة الحالية بالذات للنضال ضد التمييز والتحريض والتهميش العنصري.

ويدعي رئيس "لهافاه" أن منظمته تطالب بتشغيل سائقين من خريجي الجيش لأن أعدادًا كبيرة من الجنود والأطفال والبنات يسافرون يوميًا بهذه الحافلات، مضيفًا "الخوف من عملية يقوم بها سائقون من جبل المكبر الذين يعمل عشرات منهم كسائقين هو خوف حقيقي وحملتنا ليست عنصرية".

ويوم أمس الثلاثاء، روى مراد الطوري أحد السائقين العرب وعضو نقابتهم في القدس المحتلة للإذاعة الإسرائيلية، أن الاعتداءات على السائقين العرب ظاهرة واسعة، وأنه كلما سأل سائقًا عن الظاهرة كان يقول له لم أتخيل أن ذلك يحدث لي.

وأضاف "أغلبية السائقين في المدينة هم فلسطينيون من الشطر الشرقي للقدس المحتلة، وكان قسم منهم قد ترك مهنته كسائق تاكسي عمومي في القدس هربًا من اعتداءات الركاب اليهود، والآن يجدون أنفسهم أمام ظاهرة مشابهة".

ونقل عن سائق زميل له قوله إن أحد الركاب اليهود بادر فور اكتشاف هويته العربية لمهاجمته بالشتائم، وما لبث الكثير من الركاب أن انضموا له وهم يقولون له "اذهب لسوريا يا مخرب" .. و"اذهب لغزة يا إرهابي".

وألقى أحد الركاب برتقالة نحوه، متابعًا "وعندها نهضت سيدة يهودية طاعنة بالسن من مقعدها، وتقدمت نحو السائق وهي باكية وحاولت حمايته من الضربات وعندما بلغت مرادها وقبل مغادرة الحافلة قالت للسائق العربي: اطلب منك السماح باسم كل اليهود".