طرطشات

د. فتحي أبو مُغلي
حجم الخط

• حكومة بلا ألوان
كثر الحديث مؤخراً عن تشكيل حكومة جديدة، الحديث يدور مرة عن حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كافة الفصائل، ومرة أخرى يكون الحديث عن توجه لتشكيل حكومة من خارج الفصائل، حكومة كفاءات وتكنوقراط بلا ألوان سياسية، وكأن المقصود أن الكفاءات لا تتوفر إلا بمن لا يتعاطون السياسة وليست لهم ألوان سياسية، الشعب الفلسطيني شعب مسيس وكل فرد فيه له لونه وقناعاته السياسية والعقائدية سواء أكانت ظاهرة ام مستترة، والحقيقة وبعيداً عن كل ما يعلن عنه من آراء حول شكل وتركيبة الحكومة القادمة، فان ما يهم المواطن أمور أخرى اكثر أهمية وهي مصير الانقسام وسياسات الاحتلال والوضع الاقتصادي والفقر والبطالة، اما تشكيل الحكومة بالألوان او بدون ألوان فهو آخر ما يهم المواطن العادي.

• أُم الحيران
في الوقت الذي يعربد فيه المستوطنون في أراضي 48 او تلك المحتلة عام 67 ويقيمون ابنية ومدنا على كامل ارضها، يُمنع الإنسان الفلسطيني المتشبث بأرضه في النقب من ممارسة حقه الطبيعي في إعمار أرضه وبلده، بل يواجه بالرصاص الحي وتُقمع احتجاجاته على حرمانه من حقه الطبيعي بعنف يكذّب آخر ادعاءات دولة الاحتلال أنها دولة ديمقراطية لكل (مواطنيها).

• منذ 1789
منذ عام 1789 والشعب الأميركي يتوجه كل أربع سنوات، لا يقدمون يوماً ولا يؤخرون، الى صناديق الانتخاب، ليختاروا رئيسهم للأربع سنوات القادمة، ورغم كل ما قيل ويقال عن حيثيات انتخاب الرئيس الخامس والأربعين، دونالد ترامب، فان انتخابه هو خيار الشعب الأميركي وهو تعبير عن تجذر الممارسة الديمقراطية في أميركا، والتي أصبحت حلماً غير قابل للتحقيق في بلادنا من خليجها الى محيطها.

• خلال أسبوع
خلال أسبوع واحد فقط، وقع اكثر من مئة حادث سير وسقط ثلاثة قتلى نتيجة هذه الحوادث، إضافة الى عشرات الجرحى، كلها حوادث ارتبطت أسبابها بالسرعة الزائدة والتجاوز غير القانوني، ولا تزال فلسطين في مقدمة الدول في عدد حوادث السير حسب عدد السكان، فإلى متى يستمر الاستهتار بالحياة والتفريط بحق الآخرين بان يسيروا على الطرق آمنين؟.

• أعداء الحضارة
عجباً لأمر هؤلاء الدواعش، الذين ما دخلوا مدينة او قرية حتى يعيثوا فيها فساداً، مركزين بعد ترويع الناس وقتلهم، على هدم الآثار وتخريبها وتدمير تراث شعوب، تقف هذه الآثار شواهد على تجذرها عبر التاريخ ودورها العظيم في صنع حضارة الإنسانية، ويكاد المرء منا يجزم ان هؤلاء الدواعش قد جندوا من اجل محو تراث امتنا وتشويه حضارتنا وتعاليم ديننا.

• غزة لها الحق في الحياة
عندما تصبح 97% من مياه قطاع غزة الجوفية غير صالحة للشرب ويُحرم أهل غزة خلال معظم ساعات النهار من الكهرباء، وعندما ترتفع البطالة لتسقط ما يزيد على 70% من سكان القطاع في براثن الفقر، لا نستطيع إلا ان نقول أن غزة تنازع الموت، وعلينا أن نصرخ، كفى، فمن حق غزة ان تحيا، ومن حق شعبها أن يعيش، ومن واجبنا جميعاً أن نعمل على إزالة الظلم عن غزة وإنهاء الحصار وإعادة القطاع الى حضن الشرعية حتى يستمر النضال من اجل بناء ما نحلم به من وطن.