بعد زيارة لـ"أرض الخلافة" .. صحافي ألماني للبغدادي: لا علاقة لكم بالإسلام

9094197313
حجم الخط

 في كتابه "تنظيم الدولة الإسلامية من الداخل، 10 أيام في الدولة الإسلامية" الذي أصدره أمس الأربعاء، يروي الصحافي الألماني يورغن تودنهوفر تفاصيل زيارته التي استمرت 10 أيام في كانون الأول 2014 إلى المناطق التي تخضع لسيطرة التنظيم في العراق وسوريا، مؤكداً أن العمليات العسكرية التي يقوم بها "لا علاقة لها بالإسلام"، وتُلحق الضرر بالعالم الإسلامي والإسلام الذي يحارب باسمه، داعياً مقاتليه الأجانب إلى التحرّر والعودة إلى بلدانهم.

وحصلت صحيفة "الزمان" العربية الدولية المستقلّة، على حقّ نشر أول فصل من الكتاب من تودنهوفر، ويمثّل خطاباً مفتوحاً من الصحافي الى زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي.  

وإذ استغل خطابه بأنه يتفهّم دوافع كل عربي في مقاومة التدخّل العسكري الغربي المستمر منذ مئات السنين، قال تودنهوفر للبغدادي: "لست من الذين يتجاهلون الظلم الذي أتى به الغرب، ولكن لا بد لك أن تقرّ أن الوسائل التي تستخدمها منظمتكم في عملياتها العسكرية غير إسلامية وغير داعمة للإسلام حسب تعاليم القرآن، بل إنها تلحق الضرر بالعالم الإسلامي، وبالإسلام الذي تدعي أنك تحارب باسمه".  

وأكد تودنهوفر أنه قرأ القرآن مرات عديدة ولم يجد فيه دعوة واحدة إلى روح العنف والوحشية التي يتبناها التنظيم، ذاكراً أن الفكرة الأساسية للقرآن وصرخته المدوية هي للحق والعدالة والرحمة والمساواة.  

تطهير ديني  ورأى تودنهوفر أن البغدادي يدير حروبه "لتوسيع دولته الإسلامية من خلال المذابح كما فعلت الجيوش غير المسيحية وجيوش جنكيز خان وبول بوت، ويسعى للتطهير الديني الأكبر في التاريخ بالدعوة لقتل مئات الملايين من (الكفرة والمرتدين)"، متسائلاً: "أين هذا من الإسلام؟".  

واستشهد الكاتب بأدلة دامغة من القرآن تؤكد أن أفعال التنظيم "لا علاقة لها بالإسلام"، منها أن الإسلام يقول "لا إكراه في الدين"، موضحاً أن مقاتلي التنظيم يقتلون البشر بوحشية لأنهم شيعة أو علويون أو إيزيديون، في حين أن سماحة خلفاء الإسلام هي أعظم صفاتهم.  

وأضاف: " ليس لديكم الحق في تدمير صورة الدين الإسلامي العظيم بالقتل الشاذ والعمد وإبادة الديانات الأخرى.

ليس هناك من تسعده أعمالكم السيئة أكثر من أعداء الإسلام، وهم كثر في العالم، ألا يكفي الإسلام كل هؤلاء الأعداء؟".  

وختم قائلاً:" "كنت أتمنى أن أزور دولة إسلامية حقيقية تقاوم وتحارب الظلم والقهر الذي يأتيها من الغرب، لكني أصبت بالإحباط لأني في آخر الأمر لم أجد إلا دولة معادية للإسلام الحقيقي".