أوضاع إسرائيل ستزداد سوءاً بعـد إعــادة انتخــاب نتنياهــو

20150217114311
حجم الخط

 إخراج المسرحية الهزلية «جائزة»، والتي عرضت، مؤخراً، على مسرح نتنياهو في العرض الافتتاحي العالمي، انضمت إلى فصل ثقافي غني بشكل خاص: ثلاثة عروض بتذكرة واحدة. العرضان الآخران – «الدولة أنا»، والتي ما زالت تعرض منذ ست سنوات، «المسرحية الشعبية» منذ 96 وما زالت تزداد حسنا مع السنين، «أسفل مغسلة سارة». من شأن هذه المسرحيات ان ترشح نتنياهو لجائزة اسرائيل للمسرح، او لجائزة الإبداع الصهيوني، او لكليهما.
أقر بأنني مع انتشار «فضيحة الجائزة»، وبالذات مع هذا الانتشار، شعرت وكأنني تلقيت لكمة في الوجه، مصاحبة ببصقة. جنون، جنون، قلت لنفسي، ولكن إلى هذا الحد؟ نعم، عادت الاصوات لترتفع وتقول: «كلما ازدادت الامور سوءا فتحت الطريق امام الجيد». ولكن هذه المقولة التي جربت ليس فقط في روسيا، ولكن ايضا في الصين والمانيا وكمبوديا، ووسط أوروبا وأفريقيا اثمرت دائما نتائج عكسية: «كلما كان اكثر سوءا ازدادت الامور سوءا على سوء». كيف، اذاً، يواصلون القول بأنه إذا استمر نتنياهو في الحكم على طريقة نتنياهو فإن نتنياهو سوف يسقط نتنياهو، وإذا لم يحدث ذلك، فإن المقاطعة الاوروبية ستضرب التصدير الاسرائيلي، ما سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد، وهذا بدوره سيسقط نتنياهو،  وإذا لم يحدث ذلك مع اوروبا، ستسوء العلاقات مع الولايات المتحدة، عندها لن يكون لصالحنا فيتو في الامم المتحدة، إضافة إلى تقليص المساعدات الامنية والاقتصادية – هل هذا بالتأكيد الذي سيسقط نتنياهو؟
اقترح على عشاق هذا الاسلوب الادبي أن يفتشوا عن أسلوب مختلف، على أن لا يقعوا داخل بئر «بالتروي والأدب». ألا يتهم نتنياهو معظم الاسرائيليين بأنهم تجاوزوا الصهيونية، وأنهم مناهضون للصهيونية ومؤيدون للفلسطينيين؟ هل نطلب منه التروي والأدب، ان لا يعلمنا من نحن ومن أين جئنا. نتنياهو يحرض ضد اليسار، وهذه المرة على صيغة الخونة الذين سيجلبون «داعش» إلى القدس؟ هل نذكره، بالتروي والأدب، بفشله «الهائل في نطاق الأمن». التروي والادب يلائم المعركة الانتخابية هذه تماما مثل الزواج بين عضو الكنيست أوريت ستروك وإيلي اوحانا.
لماذا ازعجكم بهذه الصغائر؟ مؤخرا تلقيت بريدا الكترونيا من «قادة من اجل أمن اسرائيل.» لو انكم رأيتم دان حلوتس على البث، وشبتي شبيط في المقابلة وسمعتم مؤخرا اسم امنون راشاف، لعرفتم عما نتحدث. وإذا لم تسمعوا، فتشوا في الانترنت. البريد في كل الاحوال تداول موضوع «تحديثات وتوضيحات فيما يتعلقق بالحملة الإعلامية ضد الحركة».
كانت البداية: «في الايام الأخيرة زدنا من حملة النشر للحركة على النطاق الديجيتالي وعلى صفحات الفيسبوك. ونتيجة لذلك واجهت الحركة هجوما اعلاميا مصاحبا بعملية تحقير من قبل صحيفة «اسرائيل اليوم» ... نؤكد: لم يحدث أن طلبنا اسقاط الحكومة في اي إعلان صادر عنا، نحن لسنا محسوبين على أي حزب ولسنا مرتبطين بهذا الحزب او غيره ولم ندع الجمهور لاختيار هذا الحزب او ذاك، كافة اعمالنا محددة بأهداف الحركة: ان نعرض امام مواطني اسرائيل الخيار الامثل لمبادرة سياسية (دولتان لشعبان، ورد أعلاه) على قاعدة فهم سياسي امني اقليمي».
أو – هو! اقول لنفسي، 103 من كبار الضباط السابقين يوجهون دعوة للحكومة كي تخرج بمبادرة سياسية، أو لا يخطر على بالهم ان مبادرة سياسية أيا كانت ليست ضمن ما هو موجود في رأس نتنياهو؟ واو! يا لهم من شجعان جادين! ليذهبوا، إذاً، إلى الأدباء الاربعة – سامي مايكل، اسحق بن نور، حاييم بار، وديفيد غروسمان. وواحد فقط من يوفال ديسكن – كي يعرفوا معنى الشجاعة.
في الاسبوع الماضي استمعت إلى ناحوم برنياع (في مقابلة مع صندوق نويباخ) يدعي بأن رئيس الحكومة نزل من على الشارع. هذا الشاب، قال برنياع باقتباس من الذاكرة، يحتاج إلى العلاج. بعض اصدقائه اشاروا له بأيديهم، ليس هكذا يتحدثون عن رئيس الوزراء. لماذا لا، أنا اتساءل، واقتبس قولا مناسبا: «اذا كان يمشي كما تمشي الاوزة، ويبدو كما تبدو الاوزة، ويقوقئ كما تقوقئ الإوزة – فهو إذا إوزة». 

عن «هآرتس»