لا يستحق أن يكون رئيس وزراء

a5a812467cefd72286a36cb6317668e9
حجم الخط

نتنياهو علينا، نحن مواطني إسرائيل، عبء الجفاف في العام 2009. سنوات متواصلة من الجفاف. طبرية تفرغ، الخزان الجوفي ينخفض. ليس هناك خيار. الجمهور عليه أن يدفع الثمن. كلنا شددنا الأحزمة، وتأوهنا تحت هذا العبء. اسعار المياه ارتفعت، والذين عانوا أولاً هم عديمو القدرة، والعائلات كثيرة الاولاد. وماذا يتضح الآن؟ نتنياهو هو الذي ألقى علينا هذا العبء، فقد أصر على أن يلقي عبء جفافه وجفاف بركته في قيصاريا على الدولة، أي نحن. في البداية لم يصادقوا له، لكنه أصر، وأخيرا وافقوا. نعم لقد دفعنا في نهاية المطاف لهذا الرجل ثمن عبء الجفاف. وسألت نفسي كيف استطاع اشخاص مثل شتاينيتس وأردان أن يذهبوا للدفاع عنه؟
 كل من يعرف نتنياهو يعرف أنه لا يمكن الامساك به مع   محفظته، وليس عنده استعداد طبيعي ليدفع مقابل أي شيء أو أي خدمة من جيبه. هذا منذ ولادته. وهكذا عندما يرفع جسمه بعد وجبة دسمة في مطعم ويبقيك مع الحساب، فلا بأس بذلك. لكن الآن يتضح أن العاملين المساكين في مقر رئيس الحكومة كان عليهم أن يدفعوا ذلك. اشخاص يكسبون الحد الادنى، يتحملون الاستبداد غير المحتمل للسيدة، اضطروا لشراء العلاجات ضد الانفلونزا، نقط الأنف، الوجبات وكل انواع الهدايا الصغيرة التي كان زعيم الدولة يرسل رجاله لشرائها. لم يخطر بباله في أي مرة إرجاع النقود لهم. المتحدثون باسمه في الاستوديوهات المختلفة شرحوا بأنه ظن أنهم استرجعوا هذه النقود من صندوق النثريات (غير الموجود). اهانة للذكاء، اهانة للانسانية، اهانة للأعراف، اهانة شاملة.
أرسل المحامي الدار ينيف، أول من أمس، رسالة للمستشار القانوني للحكومة يطالب فيها بفتح تحقيق جنائي ضد نتنياهو حول هذا الموضوع. يوجد لينيف ادعاء مهم، وهو أن رئيس بلدية بيت يام السابق، شلومي لحياني، حُوكم على مواضيع كهذه. فقد تلقى سلفا من موظفيه. في حالتنا هذه فان نتنياهو لم يأخذ سلفة لكنه ببساطة أخذ نقودا ولم يعِدها.
 لأنهم حاولوا، أول من أمس، أن يلقوا مسؤولية مئات آلاف الشواقل المبعثرة على مني نفتالي، فانهم يستحقون العودة الى منازلهم بوصمة عار. مني نفتالي (الليكود)، خدم في وحدة مختارة في الجيش وجُرح وكان حارسا له تقدير (الى درجة أن السيدة المحترمة طلبت منه حماية أبنائها)، وتراكض حولهم مدة عشرين شهرا (وبهذا فقد كسر الحاجز حيث إنه عادة لا يستخدمون الشخص أكثر من نصف سنة). هذا الشخص أُهين وتم تحقيره واستغلاله والآن تُشوه سمعته وتتم مطاردته، وقد تحول، أول من أمس، الى السبب في الارتفاع الكبير للميزانية الشخصية لسارة وبنيامين نتنياهو.
 جلس جيش العلاقات العامة لنتنياهو، أول من أمس، وقرر القاء التهمة على مني نفتالي. خسارة أنه لا يمكن قراءة محضر هذه الجلسة. بماذا كانوا يفكرون، كيف لا يخجلون؟ ومن جهة اخرى أتذكر أن من يقود هذا الجيش المرتبك هو نير حيفتس، أتذكر افعاله في احدى النسخ السابقة لـ «معاريف»: علاقاته الانسانية، اهانته للعاملين الاضعف منه. الحقيقة أن حيفتس هو الشخص الاكثر ملاءمة للدفاع عن هذه الحقارة.
هناك ايضا يعقوب بورونسكي. حينما كان لواء في الشرطة اجرى انتخابات تمهيدية في «الليكود» من اجل أن يصبح المفتش العام للشرطة. وقد أعطى وعودا سياسية وأرسل مبعوثين حتى الى عمري شارون، وكان دائما متآمرا. لقد استغربت كيف وصل في حينه ليصبح «مستشارا لمراقب الدولة للحرب ضد الفساد». أول من أمس وجد أخيرا مكانه الطبيعي الذي ينتمي إليه حقا.
 في دولة سليمة كان التحقيق الجنائي يجب أن يكون بدأ منذ فترة. في دولة سليمة الكهربائي يجب أن يكون في السجن، وذلك لمنع التشويش على القضية وكان أفضل المحققين يفحصون الآن لماذا تلقى كل هذه الاموال. هل يمكن أن يكون ذلك تصفية حساب على اعمال سابقة؟ في دولة سليمة عزرا سايدوف، الذي حول مكتب رئيس الحكومة واموال الجمهور الى ملكه بصلاحية واذن، كان سيوقع على صفقة شاهد ملكي. أليس كذلك؟ في الحقيقة يجب ألا نعرض عليه الكثير مما عُرض على شموئيل دخنر. سيتم إحضاره على أقل من ذلك بكثير.
 مرارا وتكرارا أسمعوا أن علينا ألا ندير الانتخابات حول صغائر الامور، حيث هناك الكثير من المواضيع الكبيرة والمهمة تقف أمامنا، مواضيع وجودية حقا، ونحن منشغلون بالقناني وأثاث الحديقة والكهربائي. أختلف مع هذا الرأي. بصفتي أعرف جيدا المحيط القريب من رئيس الحكومة وأكتب عن هذه الظواهر وقت حدوثها منذ اللحظة الاولى (ابتداءً من مياه البركة في قيصاريا ومرورا بباقي الحيل الصبيانية)، وأعرف ماذا يفعل هذا الامر لحكمة رئيس الحكومة، لاصغائه، لقدرته على ادارة الامور بهدوء نفسي وبالتركيز المطلوب. هذا الرجل مشغول ليل نهار بالعديد من المحاولات لاستغلال كل شيكل ممكن، حتى الرمق الاخير، واخفاء الآثار بقدر المستطاع وبعدها شرح ذلك ومحاولة انقاذ نفسه منه. لم يتغير شيء على مدى هذه السنوات. أتذكرون موضوع عمدي؟ الهدايا، الرزم غير النهائية، مئات آلاف الشواقل. اذا كانت النائبة العامة للدولة حينذاك، عدنا اربيل، قررت وجوب تقديم لائحة اتهام، في حين أن المستشار القانوني روبنشتاين عمل لبيبي تخفيضا، وقرر أن الامر في إطار تصرف سيئ، فقد بقي الأمر كما هو. نتنياهو لا يستحق أن يقف على رأس دولتنا.
تذكرت شيئا في النهاية، مناحيم بيغن. هو كان ايضا رئيسا للحكومة من «الليكود»، كان شخصا متواضعا ومستقيما، سافر ذات مرة كرئيس للحكومة في زيارة رسمية الى واشنطن. كانت هناك ايام يُدعى فيها رئيس الحكومة الى واشنطن ولا يدعو نفسه. عندما وصل تذكرت عليزا بيغن أنها نسيت القميصين الابيضين لبيغن في البيت. طلبت من شخص الذهاب الى حانوت قريب لشراء قميصين له، فذهبوا واحضروا له القمصان. وسألت عليزا كم كلف ذلك ولمن علي الدفع، قالوا لها إن هذا كلف 80 دولاراً، ولكن ليس عليها أن تدفع، هذا على حساب الزيارة. سألت عليزا لماذا على حساب الزيارة، هل الزيارة هي التي ستلبس القمصان، هذه قمصان لبيغن، وأخرجت 80 دولارا ودفعت. ابنها زئيف بنيامين بيغن، استجاب اخيرا لتوسلات بنيامين نتنياهو وعاد الى قائمة «الليكود». يهمني بماذا يفكر اليوم.

عن «معاريف»