خبر-
دخل على زوجته فى المستشفى و نظر الى وجهها الشاحب و عظامها التى تظهر واضحة فى وجهها و سألها اذا كانت اتطلعت على تقرير حالتها الصحية فأجابته بالإيجاب ، كرر عليها سؤالاً آخر اذا كانت قد عرفت بأنها مصابة بالإيدز فـ اكتفت بهز رأسها ثم عادت بمنتهى الهدوء لتكمل نومها و سحبت الغطاء فوق رأسها ، فقام بوضع ورقة تحت وسادتها و غادر الغرفة قائلاً بأنه وضع ورقة تحت وسادتها ، بعد مغادرته بلحظات مدت يدها تحت الوسادة و اخرجت الورقة و كان مكتوب به " انتِ طالق و ستكون الوثيقة عندك فى خلال يومين" .. القت الورقة على الارض و رجعت تستكمل نومها و وضعت الغطاء فوق رأسها
و عندما كان زوجها على وشك مغادرة المستشفى انتبه اليه الطبيب الذى يعالج حالتها فنادى عليه و اخبره بأنه يريده قليلاً فى العيادة فأخبره الزوج بأنه سيتحدث معه فى مشكلة زوجته و هى الآن لم تعد زوجته لأنه طلقها و لم يعد يهتم لأمرها و بأن اهلها من سيتولون شؤونها ، فنظر اليه الطبيب طويلاً و اخبره بأنهم يريدون اخذ عينة دم منه ، فشحب وجهه و كاد ان ينهار.
و ذهب بالفعل مع الطبيب و كانت ساعات قليلة و كان التقرير امامهم فأخبره الطبيب بأنه ايضاً مصاب بالإيدز مثل زوجته ، فما كان من الزوج سوى ان يتلفظ بالشتائم القذرة فى حقها و بأنها من نقلت اليه المرض ، لكن رد الطبيب عليه كان صادماً ، فقد اخبره بأن تاريخ حصانة الفيروس عند الزوج أقدم من تاريخ ظهور اعراض المرض على الزوجة ، فهو الذى نقل المرض الى زوجته و كلها شهور قليلة و تبدأ اعراض المرض فى الظهور عليه ، فمزق التقرير و خرج من المستشفى بأقصى و ركب سيارته تاركاً وراءه غبار الطريق.
فى هذا الوقت كانت هى تحتضر فى المستشفى و بجانبها والدها و اخوانها ، نظرت اليهم بوجههم الشاحب الذى يعتليه صُفرة الموت و تكلمت و بالكاد يخرج صوتها "اللهم إنك تعلم انى لم أعصيك ولم أرتكب الحرام .. وإن كنت قد فعلت ذلك فلا ترحمنى " .. ثم نطقت الشهادتين و أسلمت روحها الى الذى خلقها ، و فى هذه اللحظة خرج والدها يُردد و هو يبكى " زوجوا من ترضون دينه و خلقه ، ألا تفعلوا تكن فتنة و فساد كبير".