رسالة مفتوحة إلى الرئيس محمود عباس

2609953989
حجم الخط

تحية وبعد،

اخترت أن تكون رسالتي هكذا مفتوحة وفي متناول قارىء جريدة "الحياة" التي اعتدت أن أكتب فيها منذ نهايات عام 1991 وحتى اليوم، وذلك لأسباب عدة، أحد أبرزها أن رسالة مني لسيادتكم لن تصل وستمر من خلال أكثر من جهة وأكثر من مصفاة، ولأن ما أورده هنا ليس سراً من الأسرار أحتاج أن أبقيه طي الكتمان

 

فالرسالة حتى في ما تتناوله من شؤون تخصني، ليست سوى بوح شخصي بقضايا عامة، بل أقول إنها أصبحت ومنذ زمن طويل تشمل كثيرين من الأفراد.

 

أبدأ بسؤال سيادتكم: هل من حقي أن أزور فلسطين أو ما هو متاح منها، وفق تعبير صديقي الشاعر أحمد دحبور؟

كان يمكن لسؤال كهذا أن لا يكون مطروحاً لو أنني عدت مع العائدين بعد توقيع اتفاق أوسلو، لكن إرادة من وقفوا في طريق عودتي كانت هي الأقوى، حيث اعترض محمد رشيد يومها وحُذف اسمي من قوائم العائدين (بعد أن قام قبلها بشطب اسمي من قوائم الرواتب بدءاً من حزيران - يونيو 1992)، على رغم ما تعرفونه عن طول تجربتي في الإعلام الفلسطيني في إذاعاته ومجلاته ووكالة أنبائه على مدار أربعين عاماً ونيف، وعلى رغم أنني وعائلتي نقيم أصلاً في قطاع غزة، بحيث تعني عودتي تواصلاً انقطع منذ احتلال القطاع ومعه الضفة الغربية والقدس في حزيران (يونيو) 1967.

لهذا كتبت قبل شهور طلباً بهذا المعنى موجهاً إلى وزير الثقافة الدكتور إيهاب بسيسو الذي تواصل معه بعض أصدقائي وقدم وعداً باستضافتي في رام الله، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث. بل إنني فشلت حتى اللحظة في تجديد جواز سفري الخارجي الذي ينتهي يوم الخامس من شباط (فبراير) الجاري.

أعود للسؤال من جديد: هل من حقي أن أزور فلسطين؟

أعرف الظروف كلها وبالتفاصيل المملة، لكنني أعرف أيضاً أن السلطة تستضيف من تشاء من فنانين وأدباء عرب وفلسطينيين، وأنها تستطيع – لو شاءت – أن تحقق لي هذه الرغبة التي لا أزال مقتنعا بأنها من حقي وأنها ستظل من حقي.

هي هواجس وآمال لا أظنها بعيدة من الواقع. فعلى رغم قتامة الصورة وسوداوية المسار والمصير أظل أحتفظ بذلك البريق الجميل للأمل.

ولكم فائق التقدير والاحترام.

* شاعر وكاتب فلسطيني