ومن ثمّ، صرت أترقّب شهر آذار، حيث سيتم افتتاح مسرح لعلّه أفضل مسارح فلسطين تجهيزاً تقنياً على حجمه المتوسط
قبل افتتاح مدرج مسرحي روماني في "روابي" هو أكبر مسارح البلد على جانبي "الخط الأخضر"، كان المسرحي الفلسطيني الراحل، يعقوب إسماعيل، يحلم بمسرح تجريبي صغير جيد التجهيز، تكون رسوم دخوله مجانية أو لا تدفع الفرق المسرحية رسوماً لاستئجار عروض ليس في طاقة الفرق المسرحية "الطلائعية" والتجريبية الفقيرة.
سيحمل المسرح البلدي الراية عن "مسرح وسينماتيك القصبة" المتعثّر حالياً لأسباب مادية، لكنه سيمتاز عنه بموقعه المتميّز بمبنى البلدية.
أسعدني أن "مسرح الحرية" في مدينة جنين واصل نشاطه، حتى بعد الاغتيال الآثم لمديره جوليانو مير خميس، ومن نشاطاته، الشهر المقبل، إطلاق جولة عروض متجوّلة في البلد لمسرحية "مروّح على فلسطين" بعد تقديمها في عروض دولية في البرتغال العام الماضي؛ وفي كراتشي الشهر المقبل، وفي أدنبرة ـ سكوتلاندا في آب هذا العام، مسرحية ساخرة ـ موجعة!
هذا العام، كانت زينة الأعياد في المدينة أحلى وأكثر تنوُّعاً وشمولاً عن أي عام مضى، بحيث استحقت شجرة الميلاد في رام الله وفي بيت لحم اعتبارهما في المرتبة العاشرة عالمياً لمدن العالم.
إلى هذا، فوجئ المواطنون، خاصة منهم المكلفين بدفع الضرائب، بافتتاح مكتب خدمات الجمهور. إنها صالة حديثة وفخمة ومحوسبة بالكامل تحسدها عليها صالات الاستقبال في فنادق خمس نجوم، وصار بإمكان المواطن المكلف دفع ما يتوجب عليه في نافذة لبنك فلسطين.
صار بإمكانك، خلال دقائق أن تدفع ما يتوجب عليك من رسوم الكهرباء والماء واشتراكات الغاز، وايضاً ضريبة الأملاك والمعارف، مع ميزة أن مكتب الخدمات مفتوح حتى السادسة مساءً!
تصلك فاتورة استهلاك الماء كل شهرين، وأما الكهرباء فهي "مفوترة" شهرياً، أو حسب استهلاك عدّادات الدفع المسبق، لكن ضريبة الأملاك سنوية، مع تخفيضات للشهور الثلاثة الأولى من العام الجديد.
مطلع هذا العام، دفعتُ أكثر من 500 دينار ضرائب متأخّرة ثلاث سنوات، عن سهوة لأن ضريبة "المعارف" لا تصل بفاتورة، أو مضافة إلى فاتورة الماء، كما حال بلدية بيتونيا مثلاً.
من حظي أن مكتب خدمات الجمهور القديم، في رام الله التحتا، قريب من البيت، وكذا مبنى بلدية رام الله والمكتب الجديد لخدمات الجمهور، وصار المسرح البلدي قريبا، أيضاً.
خلال أربع سنوات، زادت إيرادات بلدية رام الله بنسبة 150%، لكن نسبة التزام المكلفين بسداد الضرائب والرسوم تتراوح بين 50_ 60%، ولعلّها ستزداد مع افتتاح مركز خدمات الجمهور الجديد. الشعب يبني دولة، أما الدولة فيبنيها المواطن.
كانت رام الله بلدة ملحقة بالقدس، وخلال عقدين من الزمان صارت العاصمة الإدارية للسلطة الفلسطينية، وتعاني شوارعها الرئيسية، خاصة في مركزها، من أزمة سير وسيارات، تحاول البلدية أن تخفف من حدّتها في ضواحي المدينة، مع إمكانية لبناء أنفاق وجسور معلّقة، وطريق دائري يجتاز مناطق مصنّفة (ب) و(ج).
مع مئوية البلدية، ومدينة "تنمو على عجل" كما قال درويش، صارت مدينة التلال بحاجة إلى مشاريع لتصرف المياه العادمة بتوسيع شبكة الصرف الصحي إن أمكن، أو بمحطات لمعالجة المياه، تنتظر موافقة إسرائيلية على بعضها الذي يقع في المنطقة(ج)، وأيضاً، التنسيق بين بلديات رام الله والبيرة وبيتونيا المتلاصقة، التي يجمعها "اتحاد بلديات المدن الثلاث".
إذا أحرزت زينة الميلاد في المدينة المرتبة العاشرة عالمياً، فإن بلدية رام الله رفعت شعار "التكنولوجيا في مقاومة الاحتلال" وتبوّأت المرتبة الـ 12 عالمياً في ما يتعلق بـ "المدن الذكية" رغم ممانعة الاحتلال من تمكين الشركات الفلسطينية نيل خدمات الجيل الثالث والرابع.
لاحظ سكان رام الله أن التيار الكهربائي من شركة القدس لم ينقطع سوى دقائق قليلة خلال آخر منخفض جوي بارد وماطر، رغم تلكُّؤ الاحتلال في الاستجابة لتقوية التيار الكهربائي، رغم دفع الالتزامات المادية على الطلبات الجديدة.
أينما يمّمت وجهك، في قلب المدينة وأطرافها، لاحظت أن ورش البناء الجديد قائمة على قدم وساق، بحيث يقدرون عدد الشقق الفارغة بـ الآلاف، بينما لم تكن هناك شقق فارغة مع تأسيس السلطة.
خلال أربعة أعوام 2012 ـ 2016 زادت ميزانية البلدية من 40 مليون شيكل إلى 68 مليونا، لكن أي زيادة تتطلب زيادة موازية في تحصيل الرسوم والضرائب. الأميركي يقول: "أنا دافع ضرائب".
في عمارة أسكن فيها، هناك على مواطن تكلف أكثر من 6000 شيكل رسوم ماء، وحدّثني زميل أن عمارة يسكن فيها استحق على جار له ضرائب ورسوم متراكمة غير مدفوعة، رغم أن راتبه الشهري يتعدّى الـ 25 الف دولار؟!
صورتان
عدسة مصوّري وكالة الـ (إ.ب.أ) هي الأحسن والأجمل بين الوكالات، ومنها صورة تبدو كعلم دولة، حيث مزارع يمتطي حماره في قرية بير الباشا ـ جنين، كأنها لوحة رسّام من نطاقين أخضرين يتوسطهما فلاح يمشي على حافة شريط من ارض محروثة بُنّية اللون!
صورة جميلة أخرى لآلاف مؤلّفة من الطيور المهاجرة في الأغوار أو شاطئ غزة، ولك أن تعجب كيف تحطّ أو تطير دون أن يصطدم جناح طير بجناح طير آخر.. بينما ترى على شاشة محطة "ناشيونال جيوغرافي" خاصة كوارث الطائرات، وأيضاً، لك أن تتأمّل صوراً بارعة فنياً للجدار الفاصل، الأفعواني، وخاصة المزود بجسر علوي وأنفاق كما بين بيت جالا والمجمّع الاستيطاني في "غوش عتصيون".. صورة بشعة سياسياً وعنصرياً.