قصة التقارب بين "حماس" والمصريين

60ed7f0e43ef4d26a05ace863b04bc69
حجم الخط

في نهاية الاسبوع أعلنت شبكة «الجزيرة» أن المصريين فتحوا معبر رفح في الاتجاهين لمدة ثلاثة ايام.
تزعج السياسة المصرية في غزة زعماء قطر، الذين يقومون بالاضافة الى تركيا برعاية «منظمات الارهاب» الاسلامية التي تعمل تحت تأثير «سم الاخوان المسلمين» في الشرق الأوسط والعالم.
طرد مرسي من رئاسة مصر، وتشكيل حكومة السيسي، شكل ضربة قوية لقطر، التي هي دائما مركز التحريض والتمويل للمتطرفين الاسلاميين، وتعطي ملجأ للاسلاميين اعداء مصر واسرائيل، ومن بينهم الشيخ يوسف القرضاوي، خالد مشعل، وباقي قادة «حماس» في الخارج. المصريون يردّون بالمثل، وما زال رئيس محرضي «الجزيرة» ضد النظام، محمود حسين، قابعاً في السجن.
تركيا ايضا خاب أملها. فقد فشل تخطيطها لاستغلال الربيع العربي لبناء الخلافة الاسلامية في سورية والعراق ومصر برئاستها من خلال الحركات الاسلامية على شكل «الاخوان»، «حماس» و»داعش». ان تشكيل نظام السيسي وافشال جهود «داعش» والمتمردين الاسلاميين لاسقاط نظام الاسد أدى الى تورط نظام اردوغان مع الروس والإيرانيين الذين يسعون الى الحفاظ على نظام الدكتاتور السوري.
مثلما أن الاسلاميين في «داعش»، في العراق وسورية لا يتنازلون فان اسلاميي «الاخوان المسلمين» ايضا و»حماس» و»داعش» لا يزالون يحاربون في مصر وسيناء، ولكن يتضح أن المصريين ينجحون اكثر في القضاء عليهم، والحد من وجود «داعش» و»حماس» و»الانفاق» في منطقة العريش وسيناء.
ونظراً لان منطقتنا تقول «عدو عدوي هو صديقي» فان المصريين لا يتعاطون مع الايرانيين، الروس، والاسد كأعداء؛ رغم أنف قطر ودول الخليج الاخرى. المصريون لا يتلهفون إلى مساعدة تحالف الخليج السني الذي يحارب الحوثيين المدعومين من ايران.
في ظل الوضع الناشئ يبدو ان «حماس» تضررت بشكل خطير. صحيح أن قطر تقدم اموال المساعدة لغزة لكن هذا لا يكفي. لقد بدأت «حماس» تختنق من خطوات اسرائيل ومصر، ووصلت مصادرها الأمنية والاقتصادية والسياسية إلى طريق مسدود.
في الآونة الاخيرة بدأت «حماس» تعاني أيضا من اتساع وجود الارهابيين السلفيين في غزة، الذين بدأوا باطلاق الصواريخ على اسرائيل بمبادرتهم الذاتية، وكذلك الحاق الضرر باهداف «حماس» والانضمام الى صفوف «داعش» في سيناء والعمل ضد النظام المصري. يقول المثل العربي: «انقلب السحر على الساحر».
الاعتقالات والخطوات التي قامت بها «حماس» ضد «داعش» جعلتها عدواً، وخلقت عقوبات متبادلة، وقللت من التعاون بين المنظمتين، وبهذا توجد فرصة لشراكة المصالح مع مصر.
على ضوء ما يفرضه الواقع ستضطر «حماس» الى انتهاج مسار جديد، وانتخاب زعيم جديد بدلاً من مشعل، ويتلقى هذا الزعيم الجديد أوامره ليس من إملاءات خارجية كتلك التي كانت تصل من مشعل في فنادق قطر. الفخ، الاضرار، وغياب الفائدة في عمل «الاخوان المسلمين» و»حماس» من اجل اسقاط السيسي دفعا «حماس» إلى القبول بالتدخل المصري في شأنها.
الان يقوم المصريون بترك الرسن الاقتصادي والامني في معبر رفح بالتدريج على افتراض أنه رغم السلاح فان القطاع قد يتحول الى محارب ضد «الاخوان المسلمين» و»داعش»، ويشكل مصدرا اقتصاديا تستفيد منه مصر في ظل المساعدة العالمية للقطاع. قبل حرب العام 1967 سيطر الشاويش المصري على القطاع، وهو يحمل العصا. ونظراً لأن المصريين طالبوا باستعادة طابا حتى المتر الاخير فان الواقع سيؤدي الى اعادة القطاع للسيادة المصرية، حتى المتر الأخير.