لا أحد يمثلهم

thumbgen (10)
حجم الخط
 

خلال العقد الأخير برز أكثر من تجمع بإسم "الشخصيات المستقلة" في الضفة والقطاع والشتات. وهذا الجهد من قبل من إنتدب نفسه لتمثيل هذا القطاع الهام، يسجل لإصحابه لإكثر من إعتبار، اولا لإنهم بادروا، وتحملوا المسؤولية برفع صوتهم بإسم الغالبية الصامته، الذين لا إنتماء حزبي لهم؛ ثانيا بذل الجهود للتواصل مع القوى السياسية والمؤسسات الوطنية الرسمية والأهلية وحتى العربية. وبالتالي مجرد المبادرة لحمل راية المستقلين، يعتبر أمراً إيجابيا يحسب للإخوة في هذا التجمع او ذاك.

لكن هذه المجموعات او التجمعات على اهمية جهدها المتواضع، إلآ أنها لا تمثل الشخصيات المستقلة، لإن الشخصيات المستقلة أوسع وأعظم ممن إنخرط في هذا التجمع او ذاك. وحتى بات تفصيل التجمعات حسب الأهواء الشخصية للقائمين على التجمعات. لا بل يبدو انها أصبحت حواكير شخصية للمتربعين على سدة التجمعات. مما أفقدها قوة تمثيل حتى من عمل في نطاقها. والبعض إفترض في شخصه، انه بات العنوان الأول والأخير للمستقلين، كونه خاطب هذا الرئيس او ذاك الملك او حتى تبنته هذه المؤسسة او تلك. وهذا إفتراض غير دقيق، ولا يعكس الحقيقة.

فضلا عن ذلك، تمثيل الشخصيات المستقلة ليس حكرا لإحد. ولا يحق لكائن من كان، ان يحذر وينبه او يرفع سيفه في وجه اية محاولات جديدة ترى في نفسها القدرة والكفاءة لتمثيل جزء آخر من المستقلين من خلال إستقطابها لإطار اوسع. لإستشعارها بعدم وجود نفسها في هذا التجمع او ذاك من التجمعات الموجودة أو لإن القائمين على التجمعات الموجودة أغلقوا الباب في وجوه شخصيات مؤثرة في المجتمع خشية من نفوذها ودورها في تهديد كرسيها. وبالتالي إصدار بيانات التحذير او التهديد من هذا التجمع او صاحب التجمع لا يساعد في معالجة الأمر، بل يفاقم من حدة الأزمة. لإن المشكلة في اصحاب التجمعات، الذين إفترضوا في انفسم، انهم الأوصياء على الشخصيات المستقلة. والأخطر ان بعض الشخصيات، التي تملك بعض الأموال، تعتقد انها تستطيع ان تغير وتبدل في قوام تجمعها وفق اهوائها وحساباتها. وهذا ما قام به البعض بفصل وطرد إخوة من الشخصيات المستقلة، عندما نافسوا على موقع الرئاسة، فجن جنون هذا القائم او ذاك. لإنه لا يقبل المنافسة، ويريد ان يؤبد على رأس التجمع. معتقدا ان امواله تغطي موقعه وعجزه. وهذا غير صحيح.

إنطلاقا من ذلك، وكشخصية مستقلة، ليس لي إنتماء حزبي، وكمراقب ومعني بهذا القطاع بمقدار حرصي على شخصي وتمثيلي، فإنني استطيع القطع والتأكيد، بأن التجمعات الموجودة بإسم "الشخصيات المستقلة، لا تمثل إلآ نفسها وشخوصها. وهذا لا يسيء لها ولا لشخوصها المحترمين، وبغض النظر عن اية ملاحظات على هذا الشخص او ذاك. لاسيما وأن القطاع الأوسع من الشخصيات المستقلة لم يجد من يمثله بشكل حقيقي. ووجود هذا الشخص في هذا الموقع او ذاك، لا يعني انه، بات عنوان الشخصيات المستقلة.

الشخصيات المستقلة بحاجة إلى تجميع التجمعات الموجودة في كل التجمعات الفلسطينية وتشكيل إطار واسع لها يقوم على اساس برنامج وطني عام يرتكز على : الهوية والشخصية الوطنية الفلسطينية، ترسيخ وتعزيز الوحدة الوطنية، وإقامة الدولة الفلسطينية، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم على اساس القرار الدولي 194. ويجمع في صفوفه كل فلسطيني بغض النظر عن خلفيته الفكرية والسياسية والثقافية ومن الجنسين. ويخضع لإنتخابات دورية كل سنتين او ثلاثة. ولا يستمر اي سكرتير لرئاسة التجمع اكثر من دورتين.وفي كل تجمع يكون سكرتاريا محلية تنسق الجهود مع السكرتاريا المركزية. وقد يكون هناك افكار ومقترحات أخرى تغني هذا الموضوع. والأمر مفتوح للنقاش والحوار للجميع، وكل من يرى في شخصه الأهلية للإنخراط في هذا التجمع الأوسع للمستقلين.