صحيفة: خلافات "فتح" في غزة دفعت قيادتها للاستقالة

re_1430549781
حجم الخط

قالت صحيفة "الرأي اليوم" إن تنظيم حركة "فتح" في داخل قطاع غزة يشهد خلافات بين عدة قادة من الموالين للرئيس محمود عباس “أبو مازن”، دفعت هيئة قيادة التنظيم الرسمية لتقديم استقالتها رسميا لـ"أبو مازن" الذي قام بتجميدها، في ظل شكوتها من قيام عدد من مسؤولي اللجنة المركزية بتشكيل لجان قيادية موازية، تمهيدا لخدمتهم في الانتخابات المقبلة لقيادة فتح في المؤتمر السابع.

ووفق الصحيفة اللندنية فإن عددا كبيرا من قادة "فتح" في قطاع غزة أعربوا عن انزعاجهم من تدخلات من أعضاء في اللجنة المركزية بعملهم، وهو ما دفعهم مؤخرا في ظل نقص الموازنات الخاصة بالحركة في غزة، وتأخرها طوال الأشهر الخمس الماضية، وتقليصها للنصف إلى تقديم استقالتهم، لمفوض التنظيم في غزة الدكتور زكريا الأغا.

الدكتور الأغا الذي زار رام الله قبل أيام وحضر اجتماع اللجنة المركزية وضع الاستقالة بين يدي الرئيس، الذي من طرفه قام بتجميدها، بعد أن أعطى المجال للأغا للحديث بشكل موسع أمام أعضاء المركزية عن ما سمي “مضايقات تنظيم غزة”.

صمت الرئيس وتجميده لاستقالة التنظيم في غزة، وإتاحته الفرصة للدكتور الأغا للحديث والاعتراض على التدخلات، مثلت حسب ما أكده مسؤول كبير في "فتح" اعتراضا من "أبو مازن" على نهج هؤلاء الأعضاء في المركزية، وأبرزهم الدكتور نبيل شعث، إضافة إلى جمال محيسن ومحمود العالول والطيب عبد الرحيم.

في اجتماع اللجنة المركزية تحدث الأغا صراحة عن هذه التدخلات في عمل لجنة التنظيم القيادية التي تحد من عملها، من قبل أفراد وقيادات من الحركة من خارج المكلفين بالإشراف على الحركة يتبعون أعضاء اللجنة المركزية المذكورين، خاصة وأن بعضهم يوفر لهم الكثير من الموازنات.

وقد أبلغ الأغا أن أمر الاستقالة سيكون نافذ تماما، وأن على اللجنة المركزية أن تبحث عن قيادة جديدة، إذا ما بقي الحال على هذا النحو، مبلغا المجتمعين بموقف هيئة التنظيم المنادي بأن يلتزم كل لجنة مركزية بما له من مهام محددة وانهاء حالة التداخل المتعمدة.

وكشفت الصحيفة أيضا أن هناك فعليا من أعضاء المركزية الموالين لـ"أبو مازن" من أقام فعليا قنوات وهيئات تنظيمية موازية في غزة، على خلاف ما يردد أن من يقيم هذه الهيئات هم أنصار النائب محمد دحلان.

وقد جرى تأكيد ذلك خلال تصريحات علنية لقادة من تنظيم "فتح" في غزة، وكذلك خلال مراسلات وكتب اعتراض كثيرة وصلت لمكتب الرئيس، حذرته من أن ذلك يضعف هيكل التنظيم الذي ينفذ خطة فتح السابقة بالتصدي لأنصار النائب دحلان التي طالب بها الرئيس شخصيا في وقت سابق.

وقادة "فتح" في غزة اشتكوا من تهميشهم في اتخاذ القرارات، وإعطاء امتيازات أكبر لقادة من خارج الهيكل التنظيمي, (أي غير مكلفين بمهام رسمية) سوى أنهم يتبعون أعضاء في المركزية ينشطون في ساحة غزة من اجل بناء علاقات وقواعد تساهم في نجاجهم في الانتخابات المقبلة حال تم عقد المؤتمر السابع.

على العموم وبالعودة إلى الدكتور الأغا، فقد أنذر بسريان الاستقالة إن لم تتوقف القنوات الموازية للتنظيم في قطاع غزة بشكل فوري، وقد كشف للمجتمعين أن اللجنة القيادية العليا لفتح في غزة لم تجتمع بالمطلق منذ أن وضعت بين يديه الاستقالة.

وقد تلا ذلك أن عمد أعضاء من المركزية، إلى شن هجوم خفي على الأغا وأعضاء هيئته القيادية بأن سربوا اشاعات تشير إلى قبول الاستقالة من الرئيس وتكليف هيئة قيادية جديدة لإدارة التنظيم في غزة.

وقد ترأس أبو مازن اجتماعا للجنة المركزية لحركة فتح، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، جرى خلاله بحث الأوضاع الداخلية والتنظيمية لحركة فتح في كل مناحي المهمات الحركية، وذلك بهدف تفعيل الأطر الحركية المختلفة على كافة المستويات.

وناقش المجتمعون الأوضاع بشكل مكثف ومستفيض بما يتعلق بالأوضاع الداخلية للحركة، واتخذت اللجنة المركزية، عددا من القرارات الهامة في الشأن الداخلي وبعض الإجراءات التنظيمية.

وكان من بين ما جرى اتخاذه من قرارات لم يفصح عنها تكليف لجنة من عشرة أعضاء لدراسة كيفية تفعيل أطر الحركة بشكل أكبر في الضفة وغزة والخارج، خاصة بعد فشل إطار الحركة الطلابي في انتخابات جامعة بيرزيت.