الاتحاد الأوروبي يضع برنامجاً للحد من تدفق المهاجرين

الاتحاد الاوروبي
حجم الخط

أقرّ قادة دول الاتحاد الأوروبي خلال القمة التي عقدت بالأمس الجمعة، في العاصمة المالطية فاليتا برنامجًا من عشر نقاط للحد من تدفق المهاجرين، كما اتفقوا على بقاء أوروبا موحدة والتعامل المشترك مع الإدارة الأميركية الجديدة.

وقال قادة الاتحاد، إنهم اتفقوا على البقاء سويًا في التعامل مع دونالد ترمب، لكنهم -في أول قمة لهم منذ تولي الرئيس الأميركي الجديد منصبه-اختلفوا بشأن المدى الذين يذهبون إليه في التصدي له أو التواصل معه.

وقاد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند انتقادات ترمب قائلًا إن "من غير المقبول" أن يشيد الرئيس الأميركي بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأن يتوقع تفكك الاتحاد.

من جانبها، طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتحديد دور أوروبا في العالم بوضوح ردا على الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وقالت "إن أوروبا تتحكم في مصيرها".

وفي تأكيد للحاجة إلى الوحدة، قالت ميركل، إن الأوروبيين ما زالت لديهم أرضية مشتركة مع الولايات المتحدة في مجالات كثيرة، في حين لا يشاركون ترمب انتقاداته للكثير من المؤسسات الدولية.

وأشارت، إلى أن الاتحاد الأوروبي سيسعى إلى اتفاقات للتجارة الحرة مع المزيد من الدول، لكنها أضافت أن التعاون مع الولايات المتحدة ضد التهديدات التي تشكلها الجماعات "المتشددة" سيستمر.

وقال مستشار النمسا كريستيان كيرن، إن حظر سفر اللاجئين الذي فرضه ترمب ورفض استقبالهم يثيران قلقا، مشيرًا إلى أن سياسة الولايات المتحدة الخارجية تسهم في المسؤولية عن تدفق المهاجرين.

وأضاف كيرن، أن "أميركا تتحمل مسؤولية مشتركة عن تدفق المهاجرين عن طريق الأسلوب الذي يتم به التدخل العسكري"، من دون أن يحدد أي دولة يتخذ فيها هذا الإجراء.

من جهتها، أطلعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي -التي تستعد للخروج ببلدها من الاتحاد الأوروبي-نظراءها على ما تم في زيارتها لواشنطن الأسبوع الماضي، وأكدت لهم أن ترمب ملتزم بالتعاون في الدفاع عنهم تماما مثلما ستكون بريطانيا بعد مغادرتها الاتحاد.

وفي البيان الختامي للقمة، اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على خطة للحد من تدفق المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط استباقا لموجة جديدة منهم ستبحر من أفريقيا إلى إيطاليا في فصل الربيع.

وأكد مجلس الاتحاد الأوروبي، على أنه سيواصل مكافحة أزمة الهجرة بكل حزم، بما يتوافق مع حقوق الإنسان والقوانين الدولية والقيم الأوروبية وقوانين المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية.

ودعا إلى مواصلة تطبيق اتفاقية إعادة المهاجرين مع تركيا بشكل عادل وكامل، كما تعهد بتقديم مساعداته لدول منطقة غربي البلقان التي تعد ممراً لعبور المهاجرين واللاجئين.

ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي سيدعم حكومة الوفاق الوطنية في ليبيا التي تدعمها الأمم المتحدة، ورحب بالاتفاق الذي توصلت إليه إيطاليا وليبيا أمس الخميس بشأن مكافحة الهجرة غير النظامية.

وتشمل الخطة تعزيز السلطات الليبية وقوات خفر السواحل الليبي عبر توقيف قوارب المهاجرين في مياهها الإقليمية، وتقديم الدعم من أجل إنشاء مخيمات آمنة للاجئين في البلاد.

ومن المقرر أن يدعم الاتحاد الأوروبي أيضا العودة الطوعية للاجئين الراغبين في العودة إلى بلدانهم الأصلية، والعمل مع الدول المجاورة لليبيا بهدف تحسين مراقبة المياه الإقليمية.