ليس من المستبعد ان تلعب الادارة الاميركية لعبة القدسين: القدس الغربية، وقد بصمنا نحن كلنا بما فينا منظمة التحرير الفلسطينية انها غير محتلة، وأن لا مطالب لنا بها، والقدس الشرقية التي نطالب بها على اعتبارها محتلة طازجة عام 1967، وهي التي نقول انها ستكون عاصمة فلسطين بعد زوال الاحتلال، واقامة الدولة العتيدة، ففي القدس الغربية يوجد الكنيست ورئاسة الحكومة الاسرائيلية، وبناء السفارة الاميركية المقترحة موجود هو الآخر فيها، ولأن ادارة الرئيس ترامب تعرف حجم التعقيدات التي تحيط بأسرائيليتها.. فإنها اجلتها من اجل اجتراح «صفقة» من المؤكد أنها ستبقى ضمن المعادلة التالية:
- الاعتراف بها عاصمة لاسرائيل.
- ووقف تدفق قرارات الاستيطان في الضفة الغربية.
لا نعرف الآن ما الذي سيقبله وما الذي سيرفضه قادة منظمة التحرير بشأن مشروع الدولتين وبشأن القدس الشرقية، فنحن حسب الاعتراف الاسرائيلي «أهل رعاية» للأماكن المقدسة الاسلامية، ثم امتدت هذه الرعاية بالمجاملة التقليدية العربية وضم المقدسات المسيحية لها، مع ان الفاتيكان أمّن رعايته للأماكن الكاثوليكية ليس في القدس وحدها وإنما في الناصرة وبيت لحم وغيرها، بمعاهدة وقعها البابا.
هذا كلام قد يزعج الكثيرين، وأهمهم «حزب الفيسبكيون» الذين أصبحوا أكثرية دون ترخيص ودون قيادات منتخبة وأغلب الظن ان التقسيم ليس مشروعاً مفتوحاً للنقاش الأممي، فقد قررت الإدارة الجمهورية فتح المعركة مع ايران بعد اكتشافها ابتلاع العراق فيما هي تحارب معها «لاسترداد» الموصل.. مع معرفتها بأن «رجل طهران» نوري المالكي هو الذي سلّم المدينة العربية السُنيّة لداعش، وسلّم معها سلاحاً أميركياً كثيراً يكفي لثلاث فرق، و600 مليون دولار في فرع البنك المركزي في الموصل.
فالمالكي، كان غير بعيد عن سياق دستور بريمر الذي جعل من العراق كونفدرالية، واقتطع جزءها الجنوبي لتكون دولة في حضن ايران.
قد تكون أكثر حروب الشرق الأوسط، وحلوله السياسية مؤجلة بانتظار حرب الادارة الاميركية على ايران، أو أن كل الحروب ستكون جزءاً من هذه الحرب: في اليمن وفي سوريا وفي العراق وكل شيء سيتوقف على حجم اللعبة الروسية ببداياتها العجيبة التي جعلت من ترامب حليفاً، ومن أوباما مهزوماً قلّص حجم العظمة الاميركية التي يريدها ترامب ان تعود، ولو بالتحالف مع الروس.
الموضوع الفلسطيني مؤجل، ونتنياهو سيسمع في واشنطن ما لا يرضيه، لانه تجرأ بوضع ترامب في جيبه، ولإنه يعود به الى قصة إستر وقورش عبر نسيبه، وتهوّد ابنته الأقرب اليه.
عن الرأي الأردنية