لأول مرة.. محكمة مصرية تمنح الأقباط إجازة شهر لزيارة القدس

محكمة مصرية تمنح الأقباط إجازة شهر لزيارة القدس
حجم الخط

لأول مرة في مصر، قضت المحكمة الدستورية العليا، الأحد، بالسماح للموظفين المسيحيين بإجازة شهر لزيارة بيت المقدس في القدس وبراتب كامل أسوة بالقرار المتبع مع الموظفين المسلمين أثناء تأديتهم فريضة الحج.

وقضت المحكمة برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق بعدم دستورية الفقرة الأولى من المادة 71 من قانون نظام العاملين المدنيين بالدولة الصادر بالقانون رقم 47 لسنة 1978، والبند رقم 1 منها والذي يتضمن قصر نطاق تطبيق أحكامهما على أداء فريضة الحج للمسلمين دون زيارة بيت المقدس بالنسبة للموظفين المسيحيين .

وأصدرت المحكمة حكمها استناداً إلى أن التنظيم الذي تضمنه النص المطعون فيه لم يتضمن تقرير الحق في إجازة وجوبية للعاملين المسيحيين المخاطبين بأحكام قانون نظام العاملين المدنيين بالدولة، لمدة شهر بأجر كامل، ولمرة واحدة طوال حياتهم الوظيفية، لزيارة بيت المقدس، مع عدم احتسابها ضمن الإجازات الاعتيادية المقررة بذلك القانون وقصر منحها على أداء فريضة الحج.

وأكدت المحكمة أن النص السابق يهدر الحقوق والحريات التي كفلها الدستور من عدم التمييز والتفرقة بين المواطنين، ويكون بذلك قد أخل إخلالاً جسيماً بها، بما يفقدها تكاملها وترابط أجزائها ويقع من ثم مخالفاً لنصوص المواد 1، 4، 12، 13، 14، 53، 64، 92 من الدستور.

صعوبات تواجه تنفيذ الحكم

وقال نجيب جبرائيل مقدم الدعوى لـ"العربية.نت" إن الحكم استند للنص الدستوري الذي ينص على عدم التمييز بين المواطنين بسبب الجنس أو العرق أو الدين أو النوع، ولكنه من الناحية العملية يصعب تطبيقه التزاما بقرار سابق اتخذته الكنيسة في عهد شنودة الثالث بابا الأقباط الراحل والذي يقضي بحظر سفر الأقباط إلى القدس إلا بعد تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أن القرار صدر من المجمع المقدس في جلسة الأربعاء 26 مارس/آذار 1980، حيث قرر المجمع عدم التصريح لرعايا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالسفر إلى القدس في موسم الزيارة، مضيفا أن البابا شنودة كان يرى أن سفر الأقباط إلى القدس سيعني أن أقباط مصر وحدهم سارعوا بالسفر إلى إسرائيل رغم المقاطعة الشعبية من جميع طوائف المسلمين والنقابات والهيئات والمؤسسات في مصر تجاه إسرائيل التي احتلت المدينة المقدسة، إضافة لرغبته في عدم ظهور تأشيرات إسرائيل ذهاباً وعودة على جوازات السفر الرسمية للأقباط .

وأضاف: "في اعتقادي أن الكنيسة وتحت قيادة البابا تواضروس لن تنفذ الحكم وستظل على موقفها الرافض بعدم سفر الأقباط للمدينة المقدسة إلا بعد تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي"، مشيرا إلى أنه رغم ذلك يمكن لأصحاب الطوائف المسيحية الأخرى مثل الكاثوليك الاستفادة من الحكم والسفر للقدس في إجازة مدفوعة ولمدة شهر كامل ولمرة واحدة .