لن يقوم أي رئيس حكومة إسرائيلي بذلك ضم الضفة الغربية يعني نهاية "الدولة اليهودية"

0434b3288e4e6c386d6ca3ac6a683416
حجم الخط

أعاد تشكيل حكومة اسرائيل اليمينية في أيار 2015 وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة النقاش حول ضم الضفة الغربية الى برنامج العمل القومي، بالضبط الى ما قبل خمسين سنة، حيث رفضت الفكرة في حينه من قبل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة ليفي اشكول. الادعاءات المؤيدة هي الادعاءات ذاتها، وكذلك الادعاءات المعارضة. ولكن الامر الذي تغير هو استيطان مئات آلاف الاسرائيليين في الضفة الغربية وولادة ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.
«قانون التسوية» لن يتحقق لأن محكمة العدل العليا لن تصادق على ما اعتبره بني بيغن «قانون الاستيلاء»، الذي يناقض ليس فقط القانون الدولي (حول مصادرة الاراضي الخاصة في منطقة محتلة)، بل ايضا يناقض القانون الاسرائيلي (الذي لا يسمح للكنيست بسن قانون حول منطقة محتلة ليست جزءاً من اسرائيل السيادية).
هناك من يقولون: «حسناً، العالم سلم بضم شبه جزيرة القرم وضم الجولان. وفي النهاية سيسلم بضم الضفة الغربية، لا سيما اذا تجاهل ترامب افعالنا. وفيما يتعلق بالقانون الاسرائيلي، يمكن ببساطة ضم الضفة وسريان القانون الاسرائيلي في مناطق 'يهودا' و'السامرة'. وحينها لن تكون أي مشكلة للكنيست في سن كل ما يخطر ببالها تجاه المنطقة التي سيتم ضمها».
وعلى فرض أن هناك أغلبية في الكنيست من اجل ضم الضفة الغربية، وأن ترامب سيقول لرئيس الحكومة، الاسبوع القادم، إنه يمكنه فعل ما يشاء في الموضوع الاسرائيلي- الفلسطيني: أن يضم، أن يستوطن ويصادر؛ هل رئيس الحكومة، سواء كان من اليمين أو من اليسار، سيسمح لنفسه بفعل ذلك؟ الجواب هو لا. وبالطبع هناك اسباب سياسية لذلك. فهذا يعتبر إخلالاً باتفاق اوسلو الذي أصبح بؤبؤ عين اليمين؛ لأنه يسمح بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية، خصوصا في الأمن، ويعفي اسرائيل من متابعة قضايا الفلسطينيين اليومية، ويعفيها من تقديم التمويل للمناطق المسيطر عليها.
إن هذا الضم سيورطنا مع دول العالم، وخصوصا الدول المهمة بالنسبة لنا. هذا هو الفرق بين التسليم الغاضب بالخطوات الزاحفة، التي تقرب الضم، وبين القيام بعمل مباشر. الضرر الدولي لاسرائيل قد يكون كبيراً لا يمكننا تحمله، وهذا على خلفية اعتمادنا على علاقاتنا مع دول العالم.
لكن السبب الاساسي هو أن ضم «المناطق» هو ايضا ضم للسكان الفلسطينيين. إن عدد اليهود والفلسطينيين غربي نهر الاردن متشابه، وهو يزيد على 6 ملايين لكل طرف. وهذا هو السبب الذي منع رئيس الحكومة ووزير الدفاع الاول، دافيد بن غوريون، من احتلال الضفة الغربية في حرب «التحرير» (الامر الذي سمي في حينه «بكاء الاجيال»)، وهذا هو السبب الذي يمنع أي رئيس حكومة صهيوني من ضم «المناطق». فهذا بمثابة نهاية الدولة اليهودية- لا سمح الله. لهذا كل هذه هي مجرد أقوال.