غالباً ما يعاني الفنانون العرب من مقص الرقيب وتمنع أعمالهم الفنية من الوصول إلى الجمهور، حتى أم كلثوم وهي واحدة من أهم فناني العالم العربي في التاريخ المعاصر وأكثرهم سلطة في عصرها، رغم أنها عاشت واحدة من أكثر لحظات العرب انفتاحا في القرن الماضي لم تسلم من الرقابة والقيود الاجتماعية.
فقد تعرضت أغنية "أنا الخلاعة والدلاعة مذهبي" للقص والتعديل ثم همشت حتى طواها النسيان، والأغنية بحسب موقع اذاعة "مونتي كارلو" عن موقع "معازف" المتخصص بالموسيقى من نوع الطقطوقة غنتها أم كلثوم في "بدايات رحلتها وكانت متماشية مع أغاني "الهنك والرنك" التي درجت انذاك والتي كان فيها شيء من اللوعة الجنسية والميوعة التي لاءمت حفلات الخديوي إسماعيل الشهيرة.
أثارت الأغنية ضجة كبيرة جعلت المعنيين بمستقبل أم كلثوم.الفني في ذلك الحين بإقناعها بضرورة سحب الاسطوانة.
اعترضت شركة التسجيل على ذلك وكان الحل أن الأغنية أعيد تسجيلها لتقول "أنا اللطافة والخفة مذهبي"، وكان أداؤها باهتاً وتلقيها ضعيفاً مقارنة بالأصل".