شرعت قوات الجيش العراقي مدعومة بالصحوات في مدينة عامرية الفلوجة بمحافظة الأنبار باتخاذ احتياطاتها تحسبا لهجوم محتمل قد يشنه تنظيم الدولة الإسلامية على المنطقة في أي لحظة، في وقت قام فيه التنظيم بقطع الطريق الدولي الواصل بين تكريت ومصفاة بيجي.
وقامت تلك القوات بحفر الخنادق وبناء السواتر الترابية في محيط المنطقة وقرب القرى التي يتوقع أن يهاجمها تنظيم الدولة مستغلا الحقول الزراعية والبساتين للتغطية على قواته.
وكانت مصادرمحلية قالت إن 48 من مسلحي تنظيم الدولة وقوات الأمن العراقية قتلوا في معارك بمنطقة الكرمة (شرقي مدينة الفلوجة الواقعة غربي بغداد) خلال قيام قوات عراقية مؤخرا بعملية عسكرية لاستعادة الكرمة (عشرة كيلومترات شرق الفلوجة).
وبينما قالت القوات العراقية إنها أحرزت تقدما في الكرمة، تحدث مؤيدون للتنظيم عن سيطرته على "معامل الحراريات" بالمنطقة.
وقال ضابط عراقي لوكالة الأناضول إن مسلحي تنظيم الدولة استولوا على نقاط تقع على مسافة ثلاثين كيلومترا غربي بغداد وأضاف أنهم استولوا على نقاط بعضها يتبع قضاء أبو غريب.
من جهة أخرى، قالت مصادر أمنية عراقية إن التنظيم يحاصر 12 جنديا خلال هجوم على مواقعهم في الرمادي.
قطع الطريق لبيجي
في الأثناء قالت مصادر أمنية إن مقاتلي تنظيم الدولة قطعوا الطريق الدولي الرابط بين مدينتي تكريتوبيجي (شمالي بغداد) ليمنعوا مؤقتا الإمدادات الحكومية عن مصفاة بيجي.
وأضافت المصادر أن اشتباكات بين مسلحي التنظيم وقوات الحشد الشعبي وقعت في منطقة البوطعمة شمالي مدينة تكريت (نحو 160 كيلومترا شمالي بغداد).
وتابعت أن المواجهات استمرت ساعات، وأسفرت عن مقتل ثلاثة من مسلحي الحشد وإصابة سبعة آخرين، مشيرة إلى أن المواجهات انتهت بانسحاب مسلحي الحشد.
من جهتها، أفادتمصاد محلية بأن هجوم التنظيم الذي انتهى بقطع الطريق بين تكريت وبيجي بدأ من
جنوب غرب مدينة بيجي التي يسيطر التنظيم على أجزاء منها. وأضافت أن الهجوم ربما يشير إلى أن التنظيم استعاد عافيته في محافظة صلاح الدين.
وكانت القوات العراقية المدعومة بالحشد الشعبي استعادت نهاية مارس/آذار الماضي مدينة تكريت وبلدات حولها بمحافظة صلاح الدين إثر هجوم واسع على تنظيم الدولة قتل فيه مئات من الطرفين. بيد أن التنظيم واصل شن هجمات متفرقة بالمحافظة، واقتحم مجددا الشهر الماضي مصفاة بيجي.
ولا يزال مسلحو التنظيم يبسطون سيطرتهم على ما يقرب من 90% من المصفاة التي تمتد على مساحة تقارب عشرين كيلومترا مربعا. وأضافت أن القوة الأمنية العراقية الموجودة في البوابة الجنوبية للمصفاة لا تزال محاصرة، مشيرة إلى أن المحاصرين لم يتلقوا بعد دعما من الحكومة.
وكانت قوات عراقية قد بدأت عملية لفك العزلة عن المحاصرين الذين قدرت مصادر عددهم بمائتين تقريبا، وواجهت أثناء تقدمها نيران مسلحي تنظيم الدولة.
وفي محافظة صلاح الدين أيضا، قالت مصادر أمنية عراقية إن تنظيم الدولة شنّ فجر أمس هجوما عنيفا على مواقع القوات الأمنية على الطريق الدولي (غربي مدينة سامراء).
وأضافت المصادر أن الهجوم استمر ساعتين تقريبا، وانتهى بانسحاب مقاتلي التنظيم بعد تدخل سلاح الجو العراقي واستهدافه بصورة مكثفة المهاجمين وآلياتهم.