الادارة المدنية ... والسلطة الفلسطينية

سامي
حجم الخط

منذ اليوم الاول لحصار السيد الرئيس ياسر عرفات في المقاطعة لفترة طويلة ومنع دخول اي احد من زوار الرئيس إليه ووصول مدفع الدبابة الى غرفته ودخول بعض القيادات الفلسطينية إليه وهو محاصر ثم يخرجون بإرادة اسرائيلية , منذ ذلك الوقت كان لا بد من أخذ قرار مهم مصيري يخدم القضية والشعب ويحافظ على كرامته وهو الغاء اتفاقية اوسلو ووقف كل ما يتعلق بها , في ذلك الوقت كان هذا القرار له قيمة وله ردة فعل على الصعيد الفلسطيني والعربي والدولي لأنه من يهين ابو عمار كأنه أهان الشعب الفلسطيني بأسره , ولكن نتيجة لبعض المتنفذين والمستفيدين من وجود السلطة لم يتم أخذ هذا القرار أو حتى التلويح به امام العنجهية الصهيونية , ونتيجة لهذا التنازل والرضا بما قام به العدو الصهيوني بعد ذلك من مذابح في جنين واغتيال الرئيس واعتقال مروان البرغوثي واعتقال الامين العام للجبهة الشعبية وأخذه هو وقاتلي زئيفي على عين ومسمع القيادة الفلسطينية , أصبح لا يهم اي شيء لأن من يتنازل عن كرامته ممكن ان يتنازل عن اي شيء في الدنيا , أصبحت الامور بالنسبة للإسرائيليين سداح مداح , تغولوا في الاستيطان وحصل الانقسام الفلسطيني البغيض وبتحريض وتكتيك وتخطيط اسرائيلي , واصبح الفلسطينيون لا يملكون اي ورقة للمساومة وللأسف الشديد اصبحوا كثيري التلويح بإنجازاتهم الهشة مثل ما يحصلوا عليه من فتات في الامم المتحدة والاب الروحي للأمم المتحدة لا تعترف بهم , بعد ذلك بدأ الاسرائيليون بالتخطيط لأنهاء وجود هذه السلطة بعد ان كان مجرد التلويح بحلها يصيبهم بالرعب , وبدأ مسؤول الادارة المدنية الاسرائيلية يخاطب الناس مباشرة وانشأ قسم للشكاوي في الادارة المدنية واصبح يتواصل مع الناس من خلال المواقع المنتشرة لهم على المواقع الالكترونية , واصبحت وزارة الشؤون المدنية الفلسطينية مهمشة ولا تفعل شيء للفلسطينيين اللهم إلا يقومون بتوصيل الاوراق والتصاريح لدخول اسرائيل اي اصبحوا فقط مثل ساعي البريد وعدد قليل من موظفيهم يتمتعون بالامتيازات الاسرائيلية من سفر ودخول اسرائيل متى شاؤوا الى آخره اي امتيازات فردية في حين باقيافراد الشعب لا يستطيعون ان يفعلوا لهم شيء حتى  العلاج .

لذلك يقوم الان السيد يوئاف مردخاي منسق شؤون الحكومة الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية بالتواصل المباشر مع الجماهير الفلسطينية احترازا من نشوء فراغ سياسي وخدماتي في حال تم سقوط وحل السلطة الفلسطينية , اي بمعنى آخر  اصبح التلويح بحل السلطة الفلسطينية واتفاقية اوسلو ليس له اي وقع سياسي ولا تهديدي بالنسبة للإسرائيليين بل انهم اصبحوا هم يخططون لذلككما رسمو وهو اعطاء حكم ذاتي لسكان الضفة الغربية وضمها الى اسرائيل وإقامة كيان مستقل في غزة متى شاؤوا يقومون بضربة وترويضه, لذلك قبل فوات الاوان وجب علينا كفلسطينيين ان نرمم بيتنا المتهاوي ونقوم بعمل شيء يرضي هذا الشعب المرابط المناضل واهم شيء انهاء الانقسام والتوجه لتشكيل قيادة وطنية موحدة اسلامية ووطنية والخروج من هذا النفق المظلم.