المستوطـنـون يملكـون مـا هـو أعظـم مـن قـانـون "التسويـة" !

20171602082403
حجم الخط

الأمر العسكري رقم 1933 هو أداة ناجحة اكثر من قانون السرقة العلنية «التسوية».
خلافا للقانون، لا تستطيع محكمة العدل العليا الغاءه، وخلافا للامر العسكري الرسمي هذا أمر ظلال، يلزم كل جندي وقائد بالانصياع لأي مستوطن وتحقيق رغبته. وهو أمر مفروغ منه مع السنين. وتم تشريعه فقط لكون اليهودي هو ابن الشعب الأسمى، ولكون كل مستوطن يقوم بتحقيق رغبة الله في أخذ البلاد من اصحابها أو تركيزهم في محميات مغلقة.
نتيجة من نتائج هذا الامر هي أن قادة الجيش يقومون بتنفيذ أوامر المستوطنين لمنع أبناء الجنس المشوه من الوصول الى اراضيهم وفلاحتها.
الأوامر تتكون من السلاح والكلاب والعصي والحجارة واطلاق النار والضرب والتهديد والتنفيذ. والابتسامات ايضا، الكثير من الابتسامات.
من لم ير ابتسامة السيد وأسنانه وهو يقوم بطرد الرعاة والمزارعين من اراضيهم تحت تهديد السلاح، فهو لم ير ابتسامة في حياته. السيد المسلح يعرف أن محكمة العدل العليا ستصادق في نهاية المطاف على أنه موجود في الارض منذ 3200 سنة، لذلك فهذه الارض من حقه.
اذا لم تسمعوا كثيرا عن هذه الاوامر، فإن هذا يرجع إلى: أ. لأن هذه الاحداث لا تعتبرها وسائل الاعلام الاسرائيلية أخبارا. وب. لأنه في اماكن كثيرة حققت الأوامر أهدافها. من جهة كتائب السحق اليهودية السامرية تخيف وتردع الفلسطينيين من الوصول الى اراضيهم وحقولهم، وتمنع الرعاة من الخروج والرعي. ومن جهة اخرى اصدر جيشنا أوامر تمنع المزارعين من دخول اراضيهم. هل اليهودية السامرية عنيفة؟ هل اليهودية السامرية تقوم بالاعتداء؟ هل يمنع القائد العسكري حركة الفلسطينيين؟ منع التجول، أمر إغلاق منطقة، التكبيل والاعتقال.
والآن من العام الى الخاص: فوزي ابراهيم، من قرية جالود، مر عليه كل شيء: اشجار اقتلعت وأحرقت، اعتداءات وتهديدات. بعض البؤر العنيفة استقرت في اراضي جالود والقرى الاخرى في المنطقة، وكانت النتيجة هي عدم تمكن الفلسطينيين من الوصول الى اراضيهم، وهذا بالضبط ما يريده المستوطنون بما يسمى «عيمق شيلا»، لكن الجيش يلتزم ايضا ظاهريا باحترام قرارات محكمة العدل العليا. وهو يسمح للمزارعين الفلسطينيين بالوصول مرتين في السنة الى اراضيهم (أحضروا مزارعا يهوديا يوافق على هذا الشرط)، وهذا ايضا بحاجة الى التنسيق والمرافقة العسكرية. وفقط الى الاراضي التي تعتبرها السلطات الاسرائيلية اراضي خاصة، وليس الى الاراضي المشتركة.
منذ بداية كانون الثاني يطلب ابراهيم الوصول الى ارضه لفلاحتها وزراعتها، لكن هذا الامر مهمة صعبة على البيروقراطية بين قائد كتيبة بنيامين وبين ادارة الارتباط والتنسيق. وصلالطلب ، لم يصل الطلب، عرفوا، لم يعرفوا، من الذي لم يتابع. فقط في الاسبوع الماضي قال الجيش إن الطلب وصل من اجل الحراثة والزراعة، وعندها تساقطت الامطار وتأجلت الحراثة. ويحتمل أنه لم يعد من المفيد الزراعة الآن. ابراهيم عنيد، لكن ما الذي سيحدث اذا كان أبناؤه غير عنيدين مثله؟
في شمال الغور هناك بؤرتان جديدتان تتوسعان تحت نظر السلطات، وتتبنيان الطرق التي تمت تجربتها بنجاح في «عيمق شيلا». واحدة في تل الخيمة والاخرى في أم زقة. النمط متشابه: زوجان بالغان، قطيع من الماعز أو الابقار وجوقة من الشباب المبتسمين والمملوئين بالهرمونات، والذين بعضهم على الاقل تسرب من المعاهد الدينية. معا ينشئون دوائر رعب تتسع في محاولة لجعل الرعاة يهربون.
طلب ثلاثة مستوطنين، السبت الماضي ، من بؤرة أم زقة من ثلاثة رعاة الابتعاد. وعندما رفضوا قام المستوطنون باحضار الجنود الذين كبلوا اثنين منهم. صحيح أن نشطاء ونشيطات «تعايش» و»محسوم ووتش» و»محاربون من اجل السلام» يرافقون الآن الرعاة في شمال الغور، انطلاقا من الادراك بأن التواجد الاسرائيلي اليساري يضائل من عملية التطهير، ولكن هؤلاء قلة، واليهود السامريون يركبون الحصان، لأنهم مبعوثو الحكومة.