نتنياهو يخشى أن ينقلب ترامب عليه

501
حجم الخط

في الأسبوع القادم سيستكمل بنيامين نتنياهو أربعة آلاف يوم رئيساً لحكومة إسرائيل. وفي معظمها، إذا لم يكن جميعها، اضطر لمناورة رئيس ديمقراطي معاد، فعلي أو محتمل، كان يسعى خلافا لمصالحه. لذلك يفترض أن يكون اليوم من أحد أيامه السعيدة، حيث سيتم استقباله باحترام الملوك في البيت الابيض، وسيجلس على الكرسي الفاخر في المكتب البيضوي، ويبتسم أمام العدسات، ويبدأ أخيرا في التمتع بالحياة.
من المؤكد أن نتنياهو تخيل خلال السنوات لقاءه الاول مع رئيس جمهوري مثل ميت روماني، ماركو روبيو، جب بوش وايضا نيوت غينغريتش.
بينه وبين الرئيس الجديد ستكون كيمياء كبيرة، وتفهم عميق ،واتفاق من الحائط الى الحائط.
سينظر اليه الأميركي بتشجيع وكأنه الأخ الاكبر المجرب، ويمكن أن يطلب منه نصيحة جيدة عن الحرب ضد الارهاب أو النمو الاقتصادي.
وبعد ذلك سيتحدثان مع سيجار كوبي فاخر عن صدام الحضارات أو عن الضرائب، وسيقومان بمقارنة السير الذاتية الأخيرة لهاملتون ولنكولن، وسيقفان الى جانب تمثال تشرتشل ويحللان انجازاته.
في وجبة العشاء الرسمية، ومع كأس شمبانيا فاخرة، سيدعو الرئيس نتنياهو وزوجته الى قضاء عطلة نهاية اسبوع في كامب ديفيد، لأن هذا ما يفعله الرئيس مع الشخص المرغوب فيه.
لكن الانسان يخطط، والله يضحك. وفي هذه الحالة الضحك صعب بشكل خاص.
صحيح أن ترامب يبدو كأنه يحقق حلم نتنياهو لأنه جمهوري وملياردير ويكره وسائل الاعلام والمسلمين واليساريين. وعلى الرغم من ذلك، يدور الحديث عن كابوس سيتحقق.
لم يأمل نتنياهو برئيس كهذا. لا يقوم ترامب بقراءة الكتب ولا يعرف الأسبقيات وهو غير مستعد لتحليل التاريخ. وهو لا يشجع هاملتون أو لنكولن أو نتنياهو، بل يشجع نفسه فقط. مواقفه سطحية والنظريات العميقة لرئيس الحكومة نتنياهو ستسبب له الملل، مفرداته محدودة، وبالتالي سيضطر نتنياهو الى التحدث معه ببطء وبكلمات بسيطة.
ترامب ليس ايديولوجيا، بل شعبوي انتهازي، ومواقفه قد تتحرك يمينا أو يسارا حسب اتجاه الرياح. وخلافا لكثير من الجمهوريين، وخصوصا المتدينين، لا يوجد لترامب التزام داخلي عميق باسرائيل.
عودة صهيون أو احتلال «يهودا» و»السامرة» لا تثير انفعاله. يؤيد ترامب إسرائيل؛ لأن هذا مريح له سياسيا، لكن اذا حصل على اقتراح أفضل، ويمكن أنه حصل على اقتراح كهذا من اصدقائه في دول الخليج، فلن يتردد في فرض الحل المقبول عليه. والأسوأ من كل شيء هو أن نتنياهو يخشى منه. وقد قال ذلك بشكل واضح تقريبا في جلسة الكابنت، الاحد الماضي: «ممنوع التصادم معه بسبب طابعه وتعقيده».
طالما أن ترامب هو شخص هجومي وفظ ومُهين في ظهوره العلني، ففي الغرف المغلقة سيكون مزاجه أكثر صعوبة. يعرف نتنياهو كيف يخضغ الاشخاص اللطفاء والمثقفين مثل شمعون بيريس وتسيبي لفني أو اسحق هرتسوغ، لكنه يرتدع أمام الاشخاص اصحاب النفوذ مثلما هو الحال مع افيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت وايهود باراك أو شلدون أدلسون. وإذا أغضب نتنياهو ترامب أو تعالى عليه فسيأكله بدون ملح. وعندما سيحدث هذا سيتساءل نتنياهو: ما السيئ في بيل كلينتون أو براك اوباما؟