حل الدولتين ميت منذ زمن !!

التقاط
حجم الخط

 

من المفيد ، ونحن نشهد موت حل الدولتين ، او "دفنه" وفق د. صائب عريقات ، تصويب بعض المصطلحات التي تقذفها ماكينات الاعلام وتضعها في أفواهنا ومن على ألستنا فنجترها ونعيد تكرارها كالببغاوات، فقد عملت القيادة الفلسطينية بيمينها العلماني والديني وما تبقى من فصائلها اليسارية طوال عمرها على التوصل الى هذا الحل ، ووقف الرئيس الراحل ياسر عرفات يقول للأمم المتحدة التي عقدت اجتماعها في جنيف بعد نحو سبع سنوات على احتلال اسرائيل ما تبقى من فلسطين :" لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي" ، سبقه نايف حواتمه صاحب مشروع البرنامج المرحلي الذي يدعو الى اقامة السلطة الوطنية على أي جزء يتم تحريره من فلسطين، انتهاء بخالد مشعل الذي قال قبل سنة تقريبا : هل نريد العنب أم مقاتلة الناطور . ومن أجل ذلك اعترفوا باسرائيل ووقعوا معها اتفاقية اعلان المبادىء في اوسلو قبل حوالي ربع قرن ، ليشهد من ظل منهم حيا موت حل الدولتين .

البعض القيادي يعتقد ان ترامب هو الذي قوض هذا الحل ، لكن احمد الطيبي هو الوحيد الذي حمّل بوضوح اوباما وادارته مسؤولية انتهاء هذا الحل ، من خلال وزير خارجيته جون كيري وقبله هيلاري كلينتون التي كان شعارها الانتخابي الاساسي "اسرائيل حلم امريكي" ، واذا كان جورج دبليو بوش قد احتل العراق مقدمة لتدميره كقوة عربية متقدمة في مناهضة اسرائيل ، فإن اوباما خلق داعش لتقوم بالمهمة في كل مناحي الوطن العربي . أما الرئيس الحالي دونالد ترامب ، فيكفي التذكير انه عندما رشح نفسه عن الحزب الجمهوري ، كتبت صحيفة الاوبزرفاتور الفرنسية تسخر منه انه يتسابق على منصب "ابغض شخصية في العالم" التي كان ابو بكر البغدادي يحتلها انذاك ، واليوم اصبح رئيس امريكا الخامس والاربعين . واضافت – الصحيفة – "في نهاية المطاف ربما يخطط البغدادي الترشح لرئاسة امريكا" .

حل الدولتين ، ميت منذ زمن بعيد ، منذ احتلت اسرائيل الضفة والقطاع ، منذ ضمت القدس الشرقية للغربية وأعلنتها عاصمتها الموحدة والابدية ، منذ تسمية الضفة يهودا والسامرة ، منذ تعيين ادارة مدنية لها ايام شمعون بيرس ، ومنذ بدء فوز الليكود ممثلا حقيقيا عن تطلعات اليمين ومنذ تعيين روابط قرى لادارتها ، ومنذ عزل مصر عن محيطها وامتها في اتفاقية كامب ديفيد ، ومنذ اجتياح شارون لبنان واحتلال عاصمته ، منذ مؤتمر مدريد و ادراج وفد المنظمة ضمن الوفد الاردني ، منذ اتفاقية اوسلو ونزع كلمة "وطنية" من اسم السلطة الفلسطينية ، منذ تقسيم الاراضي المحتلة الف وباء وجيم ، منذ اتفاقية باريس الاقتصادية التي منحت الشمينت الاسرائيلي حرية حركة اكثر بكثير مما منحتها لابناء الشعب الفلسطيني .