نتنياهو يستعين بدمية في وزارة الاتصالات

4f850874f8e2dd8f996cfa990214783b
حجم الخط

أعلن رئيس الوزراء، وزير الخارجية ووزير الاتصالات، بنيامين نتنياهو أول أمس عن أنه سيتخلى عن واحدة من الحقائب الثلاثة. لا يدور الحديث عن تخل دائم، بل مؤقت فقط، وليس هذا بتخل طوعي بل قصري. فبضغط الالتماسات الى محكمة العدل العليا ضد اصراره على مواصلة الاحتفاظ بحقيبة الاتصالات – رغم علاقاته مع محافل وشخصيات نشطة في هذا المجال، التصريح الذي تنكر فيه لتأثيره على «اسرائيل اليوم» والتحقيق الجنائي في قضية علاقاته مع ناشر «يديعوت احرونوت» – تفضل نتنياهو بالانفصال عنها لثلاثة اشهر وايداعها بيد وزير التعاون الاقليمي، تساحي هنغبي.
مشكوك أن يكون هنغبي سيستمد تشجيعا من هذا التعيين. فقد تغلب في السباق المشكوك فيه على وزيرة الثقافة والرياضي، ميري ريغف. وسيضطر الفائز السعيد الان لان يكون منفذا لارادة سيده. وينبغي لهذه الحقيقة أن تحرج هنغبي، الذي كان ذات مرة من الشباب الكفؤ في الليكود، سقط من اعلى مكانته عقب تورطه في التعيينات السياسية وبعد الارتباط باريئيل شارون في كديما عاد من الباب الخلفي الى الليكود.
بصعوبة جمة وبرحمة نتنياهو تسلق هنغبي مرة اخرى الى الحكومة، دون حقيبة ذات مغزى. تعلقه بنتنياهو مطلق ولا وجود سياسي مستقل له بدونه. ولن يكون في وزارة الاتصالات ذراع نتنياهو الطويلة بل ذراعه القصيرة. فالمدير العام، شلومو فلبر، رجل نتنياهو، سيبقى في منصبه، وسيواصل العمل بروح سيده.
إن تخلي نتنياهو عن الحقيبة هو بالتالي شكلي فقط. فهو سيواصل التحكم بالمعالجة الحكومية للاعلام، وتهديده المباشر وغير المباشر على حرية الصحافة سيستمر. وفي الوقت الذي يكتشف فيه الرئيس دونالد ترامب في الولايات المتحدة  الفضائل التي في جعل الاعلام عدو الدولة، كان نتنياهو في مرحلة أكثر تقدما بكثير: فبعد أن أصر على أن يقف بنفسه على رأس وزارة الاتصالات وهكذا يتحكم بقسم من وسائل الاعلام كرهان، يمكنه الان ان يواصل تهجماته المعروفة كجزء من ميزان الرعب الذي حاول وضعه أمامها. ان حقيقة انه بعد ثلاثة اشهر سيستعيد السيطرة على الوزارة ستبقى عاملا مبردا ورادعا.
يكافح نتنياهو الان في سبيل مستقبله السياسي والقانوني، في ضوء التحقيقات الجنائية التي تهدد استقرار حكومته. وهو يتهم وسائل الاعلام بممارسة الضغط على المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، في صالح تقديمه الى المحاكمة، وليس شخصا مثله يترك هذه الساحة الهامة. وفي الربع القريب سيتبين اذا كان نجحت خطته في إماتة هيئة البث العام، كجزء من محاولته المهووسة لعدم السماح للبث العام بفك ارتباطه عن الخيوط السياسية. ومع أن هنغبي تطوع لان يكون دمية نتنياهو في وزارة الاتصالات، الا ان من الافضل لمحكمة العدل العليا ألا يغريها تصديق المسرحية.