واحد جاهل تاريخيا وآخر منافق سياسياً!!!

التقاط
حجم الخط

 

في 15 شباط كان اللقاء الامريكي الاسرائيلي الذي انتظرناه بفارغ الصبر مثيرا في توقيته، أي أنه لأول مرة في تاريخ اللقاءات السياسية يتم عقد المؤتمر الصحفي قبل اجتماع الرئيس الأمريكي بضيفه الزائر، مما يعطي انطباعاً بأن الاتفاق بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو تم قبل ان يجتمعا!

لقد ابدع نتنياهو بالنفاق أكثر بكثير من جهل ترامب في التاريخ، في ذلك المؤتمر الصحفي الذي كان يفترض أن يتم الحديث فيه عن نتائج اجتماع سبقه.

ان سيد البيت الأبيض أعاد تأكيده بأن حبه لاسرائيل كحبه لأحفاده اليهود، أي أنه يريد حل القضية الفلسطينية الاسرائيلية حبا وطمعا في إرضاء أحفاده ضارباً بعرض الحائط ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ظلم بريطانيا وأمريكا والغرب منذ إعلان بلفور، أي منذ مائة عام، كما انه طلب من الطرفين أن يتنازلا عن مطالبهما لإنهاء الصراع العربي الاسرائيلي، أي اننا بعد أن قبلنا فقط بـ 22 بالمائة من أرضنا فلسطين يريدنا ان نتنازل أكثر من ذلك لصالح عيون ابنته اليهودية وأحفاده اليهود!!

السيد ترامب في خطته المستقبلية يقول أن "أميركا أولا"، هذا من ناحية، ومن ثم لا يعترض على المبالغ الطائلة التي دفعتها أمريكا للإحتلال الاسرائيلي من جيوب الشعب الأميركي والتي بلغت حتى الآن أكثر من 200 بليون دولار. ويكفي ما وقع عليه أوباما قبل رحيله من البيت الأبيض بالتبرع السخي لاسرائيل بمبلغ 38 بليون دولار قيمة أسلحة فتاكة وطائرات لقتل الشعب الفلسطيني، وفرض الهيمنة الاسرائيلية على المنطقة. أي ان السيد ترامب يغلق عينيه عندما يأتي لأي موضوع يتعلق بأبشع دولة تمارس التمييز العنصري.

نحن شعب لنا حقوق ثابتة بهذه الأرض المباركة ولن نتنازل عن أي من حقوقنا الوطنية، وهي العودة لحدود عام 1967م وعودة جميع اللاجئين الى أملاكهم وديارهم والقدس الشرقية عاصمتنا الأبدية وإطلاق سراح أسرانا، لأن الشعب الفلسطيني صبر وتعذب أكثر بكثير من يهود ألمانيا على يد النازي.

ما زلنا ندفع من أرواحنا وأرضنا ثمن عذاب اليهود في ألمانيا، ونحمد الله سبحانه وتعالى أن هؤلاء الصهاينة الذين ارتكبوا المجازر الرهيبة بحق الشعب الفلسطيني وما زالوا يرتكبون الإعدامات اليومية بحق أولادنا وأطفالنا قد انكشفوا للعالم أجمع، أما التأييد الغبي الأمريكي فإنه لن ينجح بتشريد الشعب الفلسطيني على أيدي الصهاينة الذين أتونا من خارج فلسطين.

النفاق الصهيوني الذي بدأ منذ مائة عام قد انكشف ومقولة أن الرب منحهم هذه الأرض فهي مزحة سمجة لم يعد يصدقها أحد ، والمنافق السيد نتنياهو في خطابه الكاذب أمام الصحافة ادعى وكأن الصهاينة ظلموا ونحن الشعب المهجر الذي نرفض السلام حسب مقاس نتنياهو وسيد البيت الأبيض.

وقد نسي او تناسى ما هو موثق في التوراة والتي ذكر فيها على لسان النبي حزقايل بأن «هذه ارض الكنعانيين أبوها أموري وامها حثية». اما مقولة أن اليهود سكنوا هذه الأرض قبلنا فهي أيضا كذبة بامتياز، لأنه عندما تاه اليهود في سيناء ودخلوا فلسطين كان يسكنها شعب الجبارين وقامت عدة حروب بين الفلسطينيين والعبرانيين، ولم تكن فلسطين خالية من سكانها الاصليين. وحتى لو سكنوا هم هذه البلاد قبلنا فلا يعطيهم ذلك الحق بتشريدنا من بيوتنا وأرزاقنا، وتحويل خمسة ملايين فلسطيني الى لاجئين يعيشون في المخيمات بعيدا عن وطنهم فلسطين.

اما قمة الجهل الذي أراد ان يسوقه للعالم بأن فلسطين يهودية نسبة الى جوديا اي «يهودا» فقد نسي نتنياهو بأن يهودا هي فقط ما يقول بعض اليهود لانه في كتب الجغرافيا لا يوجد شيء إسمه «جوديا» بل فقط فلسطين ولكن بعد ان اعترفت الأمم المتحدة بدولة المحتل اصبحت اسرائيل على خارطة العالم وليست «جوديا». وحتى لو فرضنا بأن اسمها «جوديا» فلا يحق لأحد من الاشكناز اليهود ان يدعي بأن أصله من بلادنا، فقط يهود «الصبرا» هم الذين لهم الحق بالإقامة في بلادنا، فاليهود الاشكناز لا علاقة لهم بالسامية. لان الصهاينة الذين استغلوا الدين اليهودي لاحتلال بلادنا بقوة السلاح فهم ليسوا ساميين كيهود «الصبرا» و «السفرديم»، والسبب بسيط لأن سيدنا نوح - عليه السلام، لم يسكن أوروبا الشمالية او الجنوبية، بل ولد ومات بالشرق، والواقع اننا نحن الساميين اولاد سيدنا نوح. فاليهود الاشكناز غرباء عن أرضنا ولا ينتمون أبدا للعرق السامي.

الشعب الفلسطيني أجبر على الاعتراف بمن شرده وسلب ارضه ومازل، وَيا ليت السيد ترامب يكرس بعض وقته ويقرأ التاريخ الفلسطيني ليعرف من هو المجرم الحقيقي ويعلم أحفاده اليهود بعض ما هو في التوراة عن الوجود الفلسطيني في هذه الأرض المباركة.

نرجو من سيد البيت الأبيض ان يكرس بعض وقته الثمين كي يدرس تماما كم من المبالغ دفعت امريكا من تبرعات اقتصادية وتبرعات للآلة العسكرية لقتل الشعب الفلسطيني والعربي، وهذا كله من جيوب شعبك الاميركي النبيل. ويا ليتك تعطي الرئيس الاخ محمود عباس فقط ربع ما تبرعت به من الوقت للسيد نتنياهو لتعلم من هو الحاقد والذي لا يريد السلام، واكبر دليل على ذلك استمرار سرقة الأراضي والاعتداء على مقدساتنا وغيرها من الأمور التي يندى بها جبين الانسانية، ومنهجية ممارسة التمييز العنصري وتعليم أطفاله بأن يعيش اطفالنا خدما لشعبه. هذا رجل حاقد تماما.

الشعب الفلسطيني قبل بقرارات الأمم المتحدة على مضض وبشرط ان ننتزع بعضاً من حقوقنا الوطنية، وقبلنا بسلام الأمر الواقع بشرط ان نكون أسيادا على ٢٢ بالمائة فقط على أرض فلسطين التاريخية، وليس عبيدا كما يريد السيد نتنياهو أو السيد ترامب او غيرهما من جهلة التاريخ.

ونحن والمحتل وأمريكا حامية الاحتلال، والزمن، ولن نركع مهما طال بِنا الظلم الذي وقع علينا منذ مائة عام ومازال.