المستوطنون يقودون إسرائيل إلى الهاوية

177309_0
حجم الخط

سمم الدين اليهودي دولة اسرائيل. من الذي أعطى الأمر بالتمدد شرقا من أجل تخصيص مكان لعيش اليهود؟ من الذي اعطى الامر للاحتلال والضم وفرض الابرتهايد؟ الله. والمستوطنون يقومون بتنفيذ الأوامر. أغلبية المستوطنين يؤمنون بالله، يؤمنون بوجوده، يؤمنون بأنهم يعرفون ما الذي وعدهم به. فالله قال لهم ماذا يريد.
دولة اسرائيل تتدهور الى دولة ابرتهايد ثنائية القومية، وتغرق في حرب اهلية متواصلة فقط لأن المستوطنين نجحوا في حرفها عن مسار العقلانية. ولا يوجد أي شك بأنهم فعلوا ويفعلون ذلك بأمر من الله. لذلك لا يوجد شك في أنه لو لم يكونوا يؤمنون بالله لما سارت اسرائيل نحو الضم والابرتهايد. اذا غاب الله يغيب الاحتلال.
أضرار الايمان بالله التدميرية لم تكن واضحة مثلما هي واضحة في اسرائيل الآن. دولة كاملة تنحدر الى الهاوية التي لا رجعة عنها فقط بسبب مئات آلاف المستوطنين الذين هم على قناعة بأنهم ينفذون أوامر الله. اغلبية الاسرائيليين لا تعنيهم المستوطنات، ولا «يهودا» و»السامرة»، وأقدامهم لا تطأ هناك، ولم يعيشوا هناك. ولكن الله يعنيهم. عندما يعلن المستوطنون بأن الله قال، فان الاسرائيليين يحترمون ذلك. لديهم احترام عميق لله وللاشخاص الذين يتحدثون معهم.
وسيتم القول على الفور، لو أن الاسرائيليين آمنوا بأن المستوطنين أوجدوا الله، لكانوا توقفوا عن الاستماع اليهم. الاشخاص الذين يتحدثون مع الجهات التي اخترعوها ليسوا «روحانيين» و»مؤمنين»، هم مجانين، وبدل إعطائهم مجال السكن في المستوطنات، يجبرونهم على العيش في مستشفى الامراض العقلية. بدل إعطائهم المليارات من اموال الجمهور يجب اعطاؤهم دواء للعلاج النفسي. وبدل اعطائهم الفرصة للقيادة لا يجب الاستماع الى كلمة مما يقولون.
لكن أغلبية الاسرائيليين يؤمنون بالله. وهم لا يؤمنون بأن المستوطنين قد اخترعوا الله. لذلك هم يؤمنون بأن الله هو الذي أوجد كل شيء. ولذلك هم يستمرون في روتين الحياة غير المبالي ويسمحون للمستوطنين بأخذ اسرائيل الى الضياع. في اسرائيل ليس فقط أن المتدينين يوجدون على اتصال مباشر مع الله، ولا يتم اعتبارهم غريبي الاطوار، بل هم ايضا أسمى من الشعب. اذا أوقف علماني سيارته في مفترق فسيقوم باعاقة الطريق ويتجاوز القانون. واذا قام باسماع الموسيقى بشكل مزعج للاخرين أو خرج من السيارة وبدأ في الرقص سيعتبر وقحا بلا احساس ولا يراعي الحقوق. لكن من المسموح للحاخامات، لأنهم ينشرون اقوال الله. هذه ليست وقاحة، بل واجب ديني.
الشخص الذي ينعزل في الغابة ويتحدث مع كيان غير مرئي يحتاج الى طبيب نفسي. في ظروف معينة وسياق غير ديني هذا ما سيفعلونه له. ولكن إذا كان حاخاما فان سلوكه سيشير الى مستوى روحاني عال. الايمان الغبي حول الرعاية الفردية يسمم هذه الدولة، واغلبية المواطنين يصمتون أمام هذه الظاهرة ويشاركون فيها. في لحظة التسليم بوجود إله الرعاية الفردية، يتم التسليم بوجود اشخاص يعملون باسمه. خط مباشر يقود من الديانة اليهودية الى الاحتلال اليهودي. ولو كانت اسرائيل علمانية لما كانت هناك مستوطنات، ولما كانت هناك فاشية ولما كان هناك ضم.