يحاول رئيس أركان «الجرف الصامد»، بيني غانتس، استباق ضربة تقرير مراقب الدولة الذي سينشر غداً الثلاثاء، وبكلمات أديبة يمزقه إربا.
غانتس ويعلون هما النجمان الرئيسان للتقرير بلا أدنى شك، وفي عصر الحقائق البديلة لا توجد أي مشكلة لخلق واقع أو لقص رواية تحاول التشكيك بالحقائق التي سيطرحها التقرير المعمق الذي أعده العميد احتياط يوسي باينهورن من مكتب المراقب.
ودون تناول ما سينشر، من الواجب سؤال من كان في حينه رئيس الاركان: هل أعد الجيش كما ينبغي للحرب؟
أولا، هل كان لشعبة الاستخبارات العسكرية «أمان» المعلومات اللازمة قبل حملة «الجرف الصامد»، وهل لم تكن الفجوات واسعة للغاية؟ هل بصفته رئيس الاركان عرض فجوات المعلومات على الكابنت في المداولات التي سبقت الحملة؟ هل عرض على الوزراء تهديد الانفاق بكامل خطورته أم اكتفى باقوال عمومية دون أن يعرض صورة الوضع بكاملها، وهل عرض على اعضاء الكابنت خطة للقتال ضد هذا التهديد؟
في ضوء كل ما اطلعنا عليه اثناء الحملة، وبالطبع ايضا في التحقيقات العسكرية التي تلتها، لم تكن للجيش الاسرائيلي خطة عملياتية مرتبة، وما تم حقا كان ثمرة ارتجال قبل أسبوع من الدخول البري الى غزة.
رئيس الاركان السابق مسؤول ليس فقط عن فجوات المعلومات، بل أيضا عن الاعداد العليل لقوات الجيش الاسرائيلي للحملة، والقصور الخطير للغاية. وهذا حتى قبل أن نعنى بمداولات الكابنت نفسها، التي انكشفت مضامينها في «يديعوت احرونوت»، حين تبين كم كان غانتس، كوخافي، ويعلون لم يقرؤوا على نحو سليم صورة الوضع والمعلومات عن «حماس». التقديرات التي قدموها كانت معاكسة للواقع، ولم يكن ممكنا اخذ الانطباع بان رئيس الاركان في حينه كان يدفع باتجاه الحملة، حتى لو كانت محدودة لمواجهة تهديد الانفاق. وحتى بعد بدء الحملة الجوية، وكذا في ضوء الاخطار المحدد (الذي تحقق) عن نفق متسلل قبالة كيبوتس صوفا، دفع هو ويعلون نحو الاخذ بوقف النار وابقاء التهديد على حاله.
وزراء شاركوا في مداولات الكابنت رووا بان غانتس لم يذكر تقريبا تهديد الانفاق، وحتى عندما فعل ذلك كان الأمر بالمناسبة شذرات هنا وهناك. في نهاية الاسبوع أغدق غانتس الثناء على الاستخبارات التي كانت عشية الحملة. يجدر بالجميع ان ينتظر التقرير الرسمي للمراقب، الذي سيقرر اذا كانت أقواله صحيحة أم لا.
عندما يقول رئيس أركان سابق ان المعلومات الاستخبارية عشية «الجرف الصامد» كانت فاخرة، ينبغي لهذا ان يقلقنا جميعنا. فليس فقط من المتوقع لمراقب الدولة أن يجحد ذلك بل في الجيش ايضا يوجد اتفاق في الرأي على هذا الموضوع. من المشكوك فيه أن يكون حتى اللواء أفيف كوخافي، رئيس شعبة الاستخبارات في حينه، مستعدا ليوقع على هذا القول.
أحيانا يكون من المجدي ترك موجة الانتقاد تمر، وتخفيض الرأس وعدم إعادة كتابة الواقع.