بعد اندلاع الانتفاضة الاولى عام 1987 وبمشاركة كافة فئات الشعب الفلسطيني وذلك نتيجة لكثير من التراكمات السياسية والاقتصادية التي مر بها الشعب الفلسطيني في ذلك الوقت , فقد كان لخروج مصر عن الصف العربي المساند بكل قوة للقضية الفلسطينية من خلال اتفاقية كامب ديفيد وخروج الثورة الفلسطينية من لبنان عام 1982 وتشتتها في البلدان العربية , اليمن , السودان , تونس , وابتعادها عن حدود فلسطين التاريخية , وتخلي كثير من الدول العربية عن الفلسطينيين من خلال حرب ال 82 يوماً في بيروت وكل العرب والعالم ينتظر انتهاء ظاهرة العمل الفدائي الفلسطيني , ووصول الفلسطينيين الى قناعة تامة بأن قضيتهم يجب ان تحل بأيديهم هم فقط ..!!
لذلك اندلعت الانتفاضة الاولى وكان على رأس هذه الانتفاضة محركها الطلاب اللذين كان معظمهم ينتمون الى الفصائل الفلسطينية فكرياً , ثم بعد ذلك ركبت كافة الفصائل الوطنية والاسلامية الانتفاضة وشكلت قيادة وطنية موحدة تقود تلك الانتفاضة المباركة التي جعلت كل القادة الاسرائيليون يتمنون ان تظهر قيادة للعلن ليقولوا لهم ماذا يريدون , الامر الذي جعلهم يتوجهون الى تونس و يبدأون في مفاوضات سرية ثم علنية مع القيادة الفلسطينية التي اثمرت بعد سبع سنين من الانتفاضة عن اتفاقية اوسلو وعودة القيادة الفلسطينية الى فلسطين وبدء تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية , من هنا بدأت المشكلة والمعضلة والمهزلة فقد كان في ذهن ابو عمار ان الثورة الفلسطينية المعاصرة سوف تبدأ من الان , ثورة , اخلاق , وثورة عمل سوف نحكم لأول مرة في تاريخنا انفسنا سوف لا يكون علينا قوى عربية او اجنبية تعد علينا انفاسنا ولكن للأسف الشديد بدأنا بتشكيل اجهزة امنية تحمل كافة المسميات لاجهزة بدل ان تخدم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية , بدأت تخدم اشخاص معينين وتم توزيع الادوار الاقتصادية والسياسية على تلك الاجهزة حتى اصبح رؤسائها وكثير من المتنفذين في السلطة والاجهزة اغنى من اغنياء العالم واصبح لهم مشاريعهم الخاصة خارج فلسطين مع اننا كنا ننتظر ان تكون هذه السلطة نموذج ديمقراطي تقدمي في هذه المنطقة العربية الخالية من اي نظام ديمقراطي بل اصبحنا اسوأ من تلك الانظمة.
ثم جاءت انتخابات 2005 بعد استشهاد القائد الرمز ياسر عرفات وما نتج عن هذه الانتخابات من تغيير بدرجة كبيرة على القيادة الفلسطينية التقليدية وتبوأ حركة حماس مراكز متقدمة لقيادة الشعب الفلسطيني , ولكن للأسف لم يقبل الطرف الآخر بذلك وحصل الانقسام الفلسطيني الكبير وسيطرة حركة حماس على غزة وفتح على الضفة واستمر الوضع لحتى الآن .., انقسام , عدم احترام العالم لنا , بطالة لكافة طبقات الشعب الفلسطيني , حروب ثلاثة دمرت غزة واهل غزة , محادثات هنا وهناك لا تسفر عن شيء , واصبحنا نستمرء الانقسام حتى اننا تعايشنا مع ذلك الامر الذي جعل كثيراً من الشباب الفلسطينيين يهرب من الواقع الذي يعيشه نحو الهجرة الى الخارج , فقبل ثلاثون عاماً كان الفلسطيني يدفع عشرة الاف دينار مقابل ان يحصل على لم شمل ليعيش في غزة , اصبح يدفع عشرة الاف دينار لكي يخرج من غزة.
الى هذا الوضع وصلنا , ولكن ما الحل ؟؟
هل هذه المؤامرات التي تعقد في اسطنبول او طهران هي من سيعيد للشعب الفلسطيني دولته الضائعة ؟؟
سوف لا يكون لنا دولة ولا كيان ولا احترام وسط العالم إلا اذا انتهى الانقسام الفلسطيني بكل جوانبه السلبية , الانقسام الفتحاوي الفتحاوي والانقسام الفتحاوي الحمساوي واخاف ان يظهر انقسام جديد لا ادري بماذا نسميه ؟؟