يبدو أن مستوى الاستفزاز بين "حزب الله" وإسرائيل يزداد حدة خلال الأسابيع الماضية. يدور الحديث عن سلسة من الاستفزازات الصغيرة والتحذيرات الكلامية، التي لا تثير قلقا في الوقت الحاضر من نشوب حرب، ولكن ازداد التوتر في منطقة الحدود الشمالية في إسرائيل دون شك. فقد تفاجأ سكان شمال إسرائيل، الاثنين الماضي، عند رؤية لافتة كبيرة كُتِب عليها بالعبرية "إسرائيل أضعف من بيت عنكبوت". وكُتب أيضا على اللافتة بالعربية "سادة النصر" إلى جانب صور قياديين في "حزب الله" كانت اغتالتهم إسرائيل - عباس موسوي، راغب حرب، وعماد مُغنية. وظهرت أيضا خريطة الجليل، وعليها البلدات الإسرائيلية التي يهدد التنظيم بالوصول إليها من لبنان.
بالإضافة إلى ذلك، ظهرت في موقع الإنترنت التابع للتنظيم صور تشير إلى أن "حزب الله" يراقب جنود الجيش الإسرائيلي، ويوثق نشاطاتهم في منطقة هار دوف الواقعة على خط التماس من الحدود الدولية.
يدور الحديث عن حرب نفسية ومحاولة ترهيبية من قبل "حزب الله" ضد مواطني إسرائيل، رداً- على ما يبدو- على تفجير إرسالية أسلحة كانت مُخصصة لـ"حزب الله" قبل بضعة أيام في دمشق. وفق التقارير، فإن سلاح الجو الإسرائيلي هو المسؤول عن هذه التفجيرات، إلا أن إسرائيل لم ترد على هذه الادعاءات.
في الليلة ذاتها، ادعى "حزب الله" أن جنود الجيش الإسرائيلي اجتازوا الحدود ووضعوا أجهزة تجسس خلوية في منطقة ميس الجبل جنوب لبنان. ردا على ذلك، تظاهر سكان القرية، واجتاز جزء منهم منطقة الحدود منزوعة السلاح، ولكن فض الجيش الإسرائيلي المظاهرة مستخدماً غازاً مسيلاً للدموع ودخاناً.
قبل يوم من ذلك، قال الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصرالله: "على إسرائيل التفكير جيداً قبل أن تشن حرباً على لبنان"، مضيفا في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية أن تنظيم "حزب الله" بات مستعدا لكل سيناريو، وهو على أهبة الدفاع الآن.
قبل بضعة أيام من ذلك، ورد في صحيفة "الحياة" (اللندنية) أن "حزب الله" تلقى، مؤخراً، تحذيرا من جهة عربية، جاء فيه أن إسرائيل سترد بقوة على كل عملية يقوم بها التنظيم من سورية أو لبنان. وفق التقديرات، أدى هذا التحذير إلى أن يشن نصر الله تهديدا إضافيا ضد إسرائيل، مشددا على إلحاق الضرر بحاويات الأمونيا في حيفا، التي وصفها بأنها أشبه بقنبلة نووية.
ساهم رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، في زيادة التوترات عندما نقل رسالة شديدة اللهجة إلى إسرائيل معربا فيها عن أن "كل محاولة لإلحاق الضرر بسيادة لبنان أو تشكيل خطر على اللبنانيين ستحظى برد ملائم".
ولكن، وفق أقوال خبراء ومحللين، فإن تصريحات نصر الله اللاذعة لا تشهد على رغبة في مواجهة إسرائيل، بل على العكس، تشهد على قلق ورغبة في منعها. يبدي "حزب الله" رداً استفزازياً ضئيلاً لا يشكل خطراً حقيقياً لئلا يكون مُهاناً أمام إسرائيل.
يرد المسؤولون في المنظومة الأمنية الإسرائيلية بصبر نسبيا، مشددين على أنه رغم كون إسرائيل مستعدة لكل سيناريو، فليس من المتوقع نشوب حرب ضد "حزب الله" قريبًا. مع ذلك، فإن التوتر المتزايد يزيد الخوف من أنه يكفي استفزاز واحد إضافي لإشعال حرب في الحدود الإسرائيلية - اللبنانية.