قال محلل عسكري إسرائيلي، إن موجة التصعيد الحالية بين المقاومة وجيش الاحتلال، تأتي في أعقاب التدهور الاقتصادي والأزمة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ سنوات.
وأوضح المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة، أن "الكثير من المزيج القابل للانفجار الذي جرّ "إسرائيل" وحماس إلى الحرب في أشهر صيف العام 2014، والذي تم استعراضه بالتفصيل في تقرير مراقب الدولة حول الحرب على غزة عام 2014، عادت لتحوم في الأجواء مع اقتراب ربيع 2017".
وأضاف هرئيل، أن المصاعب اليومية في القطاع هي بمثابة "قنبلة موقوتة"، من شأنها أن "تدفع حكم حماس إلى اصطدام جديد مع "إسرائيل"، مؤكداً على أنه "لن يكون بإمكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزرائه الادعاء في المستقبل إنهم لم يعلموا بذلك".
وبيّن أن "إسرائيل" تعي جيداً تقرير الأمم المتحدة، الذي قال إنه في العام 2020 سيتحول قطاع غزة إلى مكان غير مناسب لسكن الإنسان فيه.
يشار إلى أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، هرتسي هليفي، قال خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أول من أمس، إن قطاع غزة يرزح تحت أزمة اقتصادية خطيرة.
وأوضح هرئيل أن مقترحات مشابهة بحثتها السلطات الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة، ولكن من دون تقدم باتجاه تنفيذها، حيث أن نتنياهو تمسك بمعادلة "نزع السلاح مقابل الإعمار"، كما أكد المحلل على أن "لا أحد في جهاز الأمن يؤمن بأن هذا الأمر ممكن".
وزعم لهرئيل أن الحكومة الإسرائيلية رفضت اقتراح وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، بإقامة ميناء لغزة في جزيرة اصطناعية، كما رفضت اقتراحاً بنشر أفراد شرطة من السلطة الفلسطينية في معابر غزة الحدودية.
وتابع: "نتنياهو يتخوف من ذلك، كما أن السلطة وحماس ليسا متحمسين له"، مضيفاً أنه "في ظروف كهذه يوجد احتمال أن غزة تسير نحو انفجار آخر".
ونوه هرئيل إلى أن "إسرائيل" تأمل بمنع حرب جديدة لسببين، الأول هو التخوف في غزة من حرب كهذه بسبب الدمار الهائل وعدد القتلى الكبير الذين سقطوا في الحرب عام 2014، والسبب الثاني هو ما وصفه المحلل بتغيير سياسة مصر تجاه القطاع، في إشارة إلى حدوث تقارب بين مصر وحماس.
وادعى أن "هناك تطورات تزيد من مخاطر الحرب، وأهمها نابع من فوز يحيى السنوار، رئيس الذراع العسكري، بمنصب زعيم حماس في غزة".
ويرى هرئيل، أن أجهزة الأمن الإسرائيلية، التي تصف السنوار بأنه "صارم ومتطرف جدا"، فإنه "في ظل أزمة القطاع قد يحاول قيادة حركته إلى مواجهة عسكرية أخرى، من أجل اختراق الحصار على غزة وإرغام إسرائيل بواسطة ضغوط دولية على الموافقة على سيطرة حماس على المعابر.
ولفت إلى أن محاولات "إسرائيل" لتدمير الأنفاق قد تدفع حماس إلى المبادرة لحرب من أجل استغلال الأنفاق الهجومية قبل أن تكتشفها "إسرائيل" وتدمرها.
وقال هرئيل، إن نشاط التنظيمات السلفية المتطرفة في القطاع قد يؤثر باتجاه اندلاع حرب أخرى، مشيراً إلى أنه في حال سقط قتلى في "إسرائيل" جراء إطلاق هذه التنظيمات صواريخ، فإن "إسرائيل" قد تشن هجمات شديدة تؤدي إلى تفجر الوضع.
ويذكر أن تقرير مراقب الدولة سلط الضوء على منسقي أعمال الحكومة الإسرائيلية السابقين في الأراضي المحتلة، إيتان دانغوت ويوءاف مردخاي، الذين حذرا خلال اجتماعات المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، قبل عدوان 2014، من عواقب تردي الوضع الإنساني الخطير في القطاع، ومن أن المشاكل الخطيرة في البنى التحتية فيه ومصاعب تزويد الماء والكهرباء والبطالة الواسعة والشعور بالاختناق والحصار، من شأنها أن تقود إلى انفجار على شكل حرب.
كما انتقد مراقب الدولة في تقريره الحكومة الإسرائيلية لأنها لم تبحث في بدائل سياسية للحرب على غزة في العام 2014.