مؤتمرات و«أراب آيدول»

رامي مهداوي
حجم الخط

المتابع للشأن السياسي والفني الشهر الماضي المتمثل في مؤتمري طهران وإسطنبول وبرنامج "أرب آيدول" يستطيع أن يستخلص العديد من الاستنتاجات والفرضيات التي قد تزعج العديد من القيادات وأصحاب الطموح للوصول إلى القيادة والشهرة، لهذا تجدهم يستشرسون بالدفاع عن تقوقعهم على ذاتهم للحفاظ عليها، متناسين أن القضية الفلسطينية أهم من أفكارهم وفئويتهم. لهذا ما سأضعه هنا عبارة عن نتائج مشاهدات وليس مسلمات قابلة للنقاش والتفكير وليس تهجما لا سمح الله على أحد أو مجموعة ما:
• ضعف منظمة التحرير الفلسطينية وترهلها على الصعيد البنيوي والفكري، جعل منها بيتا يقوم فلسطينيون بالخروج منه وبناء بيت آخر مدعين بأن "م.ت.ف" أصبحت لا تمثلهم.
• ذلك الترهل جعل النظام السياسي الفلسطيني ضعيفا للغاية، ويواجه بسلوك عدد من الأيدي الخفية التي تعيث فساداً بالقضية الفلسطينية تحت مظلة الحفاظ عليها، لكنها بالأساس تهدف للحفاظ على مصالحها الإقليمية والدولية.
• الشعب/ الشعوب الفلسطينية أثبتت بأنها متفرقة حتى فيما يجب أن يوحدها، حالة التشرذم التي يعشيها شعبنا أضعفته في عملية البناء والمقاومة، وعززت قوة أيدي الظلام والظلم من ناحية أخرى، هذه الفئوية ليست فقط على الصعيد السياسي، ويجب أن نعترف بها بأننا منقسمون على ذاتنا جغرافياً وفكرياً ودينياً، منقسمون بطرق تجاوزت المدينة والقرية والمخيم، لدرجة وصل الأمر عند البعض حد النرجسية القاتلة إن يتم تحديد من هو فلسطيني، أو تحديد مستوى فلسطينيته من خلال معايير متذبذبه تلائم مصالح.
• رغم أهميتها أصبحنا نبحث عن النجاحات السريعة حتى نغطي فشلنا ونجمل صورتنا التي بدأت تهترئ بسبب عوامل الزمن وعدم مقدرتنا بفتح آفاق جديدة، ونتمسك بأي خيوط نجاح يسطرها الأفراد، ما جعل المواطن الفلسطيني يحلق وحده في تحقيق النجاحات في مختلف الميادين؛ ومن ثم تلحقه المؤسسة الرسمية والخاصة. لتلد الفرضية التالية: أفراد ننجح وجماعات نفشل.
• المؤتمرون في طهران وإسطنبول لم يهتم بهم الشارع الفلسطيني كما اهتم بأمير دندن ويعقوب شاهين، الشعب/ الشعوب الفلسطينية شاركت في برنامج "أرب آيدول" في كافة أماكن تواجدها من مخيم الدهيشة وحتى مخيم عين الحلوة وصولاً إلى شيكاغو، ورغم الانقسام الفني إلا أننا فرحنا للنتيجة، لكن نتائج المؤتمرين هل كان فقط المطلوب إصدار بيان صحافي وختامي من المؤتمرين، أم أن المطلوب هو الاستثمار الشكلي بإثبات الوجود الكياني للقول بأن هناك صوتا آخر بدأ يرتفع؟! وماذا ستفعل لنا طهران أو إسطنبول من أجل تحريرنا؟!