حكومة الـ61 نائباً: كل شيء منوط بمزاج أورن حزان!

1415533804
حجم الخط

في النظام الائتلافي لإسرائيل لا يوجد أمر أسوأ من الهزيمة في الانتخابات سوى الانتصار فيها. ففي الانتخابات السابقة تلقى «الليكود»، برئاسة نتنياهو، ضربة شديدة، ولكن الحكومة التي قامت خدمت نتنياهو بولاء على مدى سنتين. أما الآن، مع 30 مقعدا في الكنيست – انجاز معتبر – فانه يصل الى اقامة الحكومة وهو عارٍ ومجرد. حكومة تقوم على أساس 61 نائبا ليست حكومة نتنياهو، بل حكومة النائب اورن حزان. فان شاء، يبقيها فوق الماء؛ وإن شاء يغرقها في المغسلة. منوط بأي مزاج سينهض في الصباح، أو من سيثير أعصابه في الظهيرة.
لن يكون حزان وحيدا بالطبع، فـبتسلئيل سموتريتش من «البيت اليهودي» أيضا من الصعب عليه النهوض للتصويت اذا لم يبد له خطاب رئيس الوزراء الأخير يهوديا بما يكفي. وماذا سيقول رجال الجناح اليساري في كتلة كحلون عندما يتبين لهم أي قرص تهدئة أعطاه رئيس الائتلاف لحزان أو لسموتريتس أو للآخرين. عندما لا يكون في الائتلاف سوى 61 نائبا فان كل زلة لسان تثير عاصفة، كل آهة تبشر بأزمة.
سبق أن كانت في اسرائيل حكومات دامت لزمن طويل بفارق صوت واحد، بل كانت حكومات أقلية. ما أبقاها على قيد الحياة كان الصلاحية التي بثها رئيس الوزراء والخوف من الانتخابات. للعناصر التي ستتشكل منها الحكومة خوف من الانتخابات، ولكن لا يوجد الكثير من الاحترام لصلاحية رئيس الوزراء. فقيمة الاحترام لديهم أظهروها اثناء المفاوضات الائتلافية، عندما انتزعوا منه تنازلات مبالغا فيها في المال، في التشريع، في الصلاحيات، في قدرة الحكم، وفي كل الامور التي وعظ بها على مدى حياته السياسية. لقد كان هذا بيع تصفية. ومن اجل ماذا؟ من اجل حكومة أورن حزان.
انتظر افيغدور ليبرمان بصبر حتى اللحظة الاخيرة، وعندها نزل بضربته. وكان الخيار الذي لديه في اعقاب الفشل في الانتخابات بسيطا: إما أن يُعين وزيرا للخارجية في الحكومة القادمة أو يتوجه الى المعارضة. كوزير للخارجية بوسعه أن يواصل التجول في العالم، في تلك العواصم التي تبدي الاستعداد لاستقباله، والتسليم بحقيقة أن هذه هي الولاية الاخيرة لحزبه: في المرة القادمة لن يجتاز نسبة الحسم.
ليس مؤكدا أن الحزب الذي أقامه سيبقى على قيد الحياة في المعارضة، ولكن على الاقل توجد له فرصة: سيكون الحزب الوحيد على يمين الحكومة الجديدة. وبصفته هذه فانه سيتمتع بمساحة خطابية لا بأس بها. يمكنه أن يلذع الحكومة الجديدة المرة تلو الاخرى، في مواضيع سياسية، عسكرية ومدنية، في التنازلات للاصوليين وفي التماهي مع المفداليين. لقد كان لليبرمان عمليا خيار أكثر بساطة: التوجه الى المعارضة بعد سنتين أو التوجه الى المعارضة الآن. وأُقدر بأن التوقيت يعود الى الجانب العاطفي: ليبرمان سعى الى الثأر من نتنياهو، والثأر منه الآن.