ليس هناك أي جديد في اقوال حامي شيلو في صالح يائير لبيد كمرشح لرئاسة الحكومة («هآرتس»، 28/2). من له عيون في رأسه ويرى دافيد بيتان وموتي يوغف، مستعد للتمسك بكل بديل. أحد الاصدقاء في اليسار الصهيوني قال قبل بضعة ايام أنه مستعد للتوقيع على حكومة يوجد فيها اشخاص مثل مناحيم بيغن ودان مريدور وموشيه آرنس. من الواضح أن من يريد اسقاط نتنياهو من الحكم، يجب عليه تأييد أي بديل معقول.
من اجل النقاش لن أحاول رفض تأييد شيلو لتحالف واسع، أو أجواء اليأس التي تنبعث من مقاله. ليست لي أي ادعاءات نحوه لأنه عرف دونالد ترامب عن قرب، وهذا أمر صادم. ما يُغضب في تحليل شيلو هو تحمسه لاقوال لبيد في مقابلة مع داني كوشمارو، «اذا فزت في الانتخابات فان المكالمات الاولى ستكون لليكود والعمل». بمن اعتقد شيلو أنه سيتصل، يعقوب ليتسمان؟ زهافا غلئون؟ وما معنى القول المتعالي «أفوز في الانتخابات» – قد أفوز ببعض الاصوات من «كلنا»، أو أقوم باضعاف حزب العمل وميرتس.
إن قوة لبيد المحتملة لا توجد على يمينه، وحتى لو بقي لبيد بحجمه فان الليكود سيفقد من قوته. كثير من شرائح الجمهور ضاقت ذرعا بنتنياهو والتوجه نحو اليمين سيجعل بعض مصوتي الليكود يتوجهون الى نفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان وايتمار بن غفير وأمثاله. يمكن أن يخرج لبيد مع عدد المقاعد الاكبر، لكنه لن يتمكن من التغلب على تحالف يميني ديني من بن غفير وحتى اسرائيل كاتس، لاسيما أن معسكر لبيد يشمل حزب العمل الضعيف. حزب عرب اسرائيل غير ملزم بأي شيء للبيد وهو لا يميز بينه وبين بينيت. سياسة تجاهل عرب اسرائيل تدفع المصوتين الى موقف يعتبر أن جميع الاحزاب هي متشابهة.
الخوف الذي يخلفه المقال يزيد من قوة النظرة الفاشلة القاضية بأنه يجب التصويت للمرشح الذي يقود المعسكر. لأن هناك احتمالا بأن يقوم بتشكيل الحكومة. في صفوف «يوجد مستقبل» هناك اشخاص لهم كفاءة، لكنهم اختاروا الاختباء وراء ظهر زعيم، جل اهتمامه هو الاصوات التي ستساعده على التقدم، لذلك هو يقوم باتخاذ مواقف يمينية ويشير الى حزبه النائم قائلا «نحن نعمل بنجاح».
حزب العمل يمكنه المنافسة أمام لبيد اذا وضع على رأسه مرشحا له فرص انتخابية ووضع الى جانبه مرشحين لهم مكانة جماهيرية. ولكن ازدياد قوة حزب العمل سيلحق الضرر بقوة لبيد وليس بزئيف الكين أو بينيت أو ليبرمان.
في الوضع الافضل للبيد يمكن أن يحظى بـ 30 مقعدا، ويبقى حزب العمل في حدود 10 مقاعد، وميرتس لن تنجح. إن تطورا كهذا لن يضع لبيد في رئاسة الحكومة، بل سيؤدي الى حكومة يمين، معه أو بدونه.
من اجل تعميق النقاش أنا على استعداد للافتراض بأن سيناريو حامي شيلو هو سيناريو ناجح. وماذا اذا؟ هل ليتسمان وآريه درعي وبينيت سيلتصقون بلبيد؟ إن جريه خلف المصوتين المتدينين اصطدم بالكتف الباردة للاحزاب الدينية.
شكل اسحق رابين حكومة في العام 1992 بسبب شخصيته ايضا. فاز بعدد المقاعد التي فاز بها بسبب ضياع اصوات احزاب اليمين التي لم تتجاوز نسبة الحسم، ولأن الجسم المانع لحكومة اليمين شمل جميع الاحزاب العربية. لا يوجد للبيد جسم مانع حقيقي، وهو ليس جذابا لمصوتي اليمين. فرصته بأن يكون رئيسا للحكومة ترتبط بنجاح أو فشل الاحزاب على يساره.
إن فرصة القاء مهمة تشكيل الحكومة على لبيد ضعيفة، واذا حدث ذلك فهو لن يكون بشرى للتغيير الحقيقي في الانتخابات، بل احتفال لـ»يوجد مستقبل» بسبب انتصاره على الاحزاب المقربة منه.
التغيير يأتي فقط في اعقاب تغيير المواقف لدى الرأي العام وتعميق الفهم بأن اليمين المتطرف والديني يعرضنا للخطر بسبب طريقه الايماني ومغامراته. لبيد لا يقوم بتغيير الوعي الجماهيري بل هو يتأقلم معه. وحسب رأيي، لبيد أفضل من بينيت وليبرمان، لكن اختصار الطريق الذي يقوم به لن ينجح.