البحث عن الحقيقة يقودني إلى اكتشاف حقيقة خطر الهيل

البحث عن الحقيقة يقودني إلى اكتشاف حقيقة خطر الهيل
حجم الخط

في البداية، نحن السعوديون نتناول القهوة العربية ليل نهار، وقد تبدو هذه معلومة غريبة لأني متأكدة بأنها حقيقة غائبة عنك عزيزي القارئ إلا إذا كنت سعودياً، وعلى الرغم من تناولنا المتكرر لهذا النوع من القهوة والذي يعد الهيل مكوناً أساسياً من مكوناتها، إلا أننا نتناولها بكميات قليلة بسبب تأنيب الضمير والخوف من القرحة المعدية التي لطالما ترددت على أسماعنا، وأن "فلاناً أصيب بالقرحة بسبب كثرة تناوله للقهوة العربية"، تبادر إلى ذهني هذا السؤال: هل فعلاً الهيل مسبب رئيسي للقرحة المعدية؟  

البحث عن الحقيقة 

صورة إناء يحتوي على الهيل

 

عندما كنتُ طالبة في الكلية تعلّمت أن لا أُردد أي معلومة طبية من دون التأكد من مصدر علمي طبي موثوق، لذلك أنا أتيتكم بالخبر اليقين، بعد بحث مطوّل توصلت إلى الحقيقة التي تنفي هذه الشائعة، إذ إنه على العكس تماماً؛ فهو له القدرة على حماية المعدة من القرحة، ويساعد على تسهيل الهضم والشفاء من القرحة المعدية بطريقة أسرع، حسبما ورد في دراسة نُشرت في موقع National Center for Biotechnology Information

 

الهيل ليس المتهم بل هنالك أسباب أخرى 

القهوة العربي

 

ورد ذكر القهوة العربية في هذا المقال كثيراً وربما تتساءل: مما تتكون القهوة العربية؟ ببساطة هي عبارة عن حبات البن مطحونة في إناء مع ماء مغلي، ويوضع معه الهيل لإضفاء نكهة ورائحة جميلة، وتُقدم في المناسبات، وهي تُعد من التراث السعودي التي ما زال السعوديون متمسكين بها. إذن، من أين ظهرت شائعة القرحة المعدية هذه؟! 

 

يُعتقد أن القهوة بكافة أشكالها وأنواعها تتسبب بالقرحة المعدية بنسبة ضئيلة؛ لوجود مادة الكافيين التي تزيد من إفراز العصارات المعدية حسب دراسة نُشرت في موقع جامعة The Johns Hopkins University، وبالتالي قد تكون أحد أسباب القرحة المعدية هو الإكثار من تناول القهوة. إذن، القهوة العربية بريئة من اتهاماتنا، بينما جميع أنواع القهوة تشترك في فعل الجُرم نفسه. 

 

فنجان القهوة

 

والآن أحب أن أستضيفك على فنجان قهوة وأقول إليك: لا تقلق ولا تخف؛ فإن الهيل لا يتسبب لك بالقرحة المعدية، وإن اتهاماتنا كانت ظلماً وبهتاناً؛ أما إن كنت تتساءل عن المعدل الطبيعي لتناول القهوة في اليوم فهو أن لا تتجاوز 4 أكواب في اليوم الواحد من القهوة، وهذا المعدل ينطبق على شاب لا يعاني من أي أمراض، وتختلف النسبة باختلاف العمر وعوامل أخرى حسبما نُشر في موقع Mayo Clinic.