صفقة بين "حماس" ومصر

156e941e1d8e21_MKILFOQGHENPJ
حجم الخط

تقوم مصر بالتقرب من سلطة «حماس» في غزة. فقد قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي فتح معبر رفح، هذا الاسبوع، بين مصر والقطاع يومين في الأسبوع. هذه خطوة غريبة على خلفية كراهية الرئيس المصري لـ»الاخوان المسلمين»، الحركة التي تنتمي لها «حماس». وعلى مفتاح فهم هذه الخطوات يسجل «العدو رقم واحد لمصر»، وهو «الدولة الاسلامية».
لم تنجح مصر حتى الآن في القضاء على «داعش» في شبه جزيرة سيناء. فقد قامت منظمة انصار بيت المقدس في سيناء بتقديم ولائها لـ»الدولة الاسلامية» في العام 2014. ومنذ ذلك الحين قتل وأصيب مئات المصريين في العمليات الارهابية التي نفذها «داعش»، رغم حقيقة أن اسرائيل استجابت لكل طلب مصري بادخال القوات المصرية الى هناك خلافا لاتفاق كامب ديفيد. وحسب تقارير مختلفة فهي تقوم بتقديم المساعدة الاستخبارية والعسكرية لمصر في حربها ضد المتمردين في سيناء.
وبسبب أن «داعش» يحصل على السلاح والمواد المطلوبة لاعداد العبوات من قطاع غزة، تحاول مصر اغلاق خط التمويل هذا، وهي تفعل ذلك بوساطة الكشف عن الانفاق وتدميرها واغراقها بمياه البحر. وهي تحاول الآن القيام بذلك من خلال الضغط على «حماس». الصفقة المقترحة هي فتح معبر رفح في اوقات متقاربة وتخفيف الضائقة عن الاقتصاد، وفي المقابل يطلب من «حماس» وقف تزويد السلاح لمؤيدي «الدولة الاسلامية».
لـ»حماس» سبب جيد، ليس اقتصاديا فقط، للاستجابة لهذا الطلب: الجهات الاسلامية تهدد حكم «حماس» في قطاع غزة، وتزعم أنها فاسدة ولا تقوم بمحاربة العدو الصهيوني بالشكل المناسب. وهي تقوم ايضا باطلاق الصواريخ على اسرائيل، وتدرك أن الرد الاسرائيلي سيركز على بنى «حماس» التحتية وليس على من يطلقون الصواريخ. اضافة الى ذلك، فان قيادة «الدولة الاسلامية» في سورية اعتبرت «الاخوان المسلمين» كفارا يستحقون الموت، ولا سيما «حماس» «المتعاونة» مع دولة اسرائيل، لأنها تحصل منها على الكهرباء وتمتنع عن مقاومتها.
تقوم مصر ايضا بمعاقبة السلطة الفلسطينية. وهي لا تقبل انتقادات القيادة الفلسطينية. وقد قدمت مؤخرا «قائمة سوداء» لبعض القادة في السلطة غير المرغوب فيهم بالدخول الى مصر. وهذه تعتبر بشرى جيدة لاسرائيل (...).
تتعرض «حماس» للضغط من اليمين من الاسلاميين الاكثر تطرفا منها، ومن اليسار، ومن الخارج من المصريين الذين يريدون وقف مساعدة انصار بيت المقدس، ومن اسرائيل التي ترد بشدة على كل عملية اطلاق نار.
في هذه الظروف سيكون من الصعب على السنوار، رئيس «حماس» الجديد و»المتطرف»، اتخاذ قرار الخروج في مواجهة شاملة ضد اسرائيل، وهذا جيد. مع ذلك يجب علينا تذكر أنه في الشرق الاوسط لا يتم التصرف دائما حسب المنطق.